١٧ - الخطيب العدل علي بن احمد بن محمد بن احمد الحسني
أبو الحسن الأحيمر (١):
رجل وقار وسكون، له إلى الخير ركون، والى خواطره الجائلة في شعب التقى وكون، أيقن ان الله تعالى بالمرصاد، فلازم خطة الاقتصاد، إلى أن ابيض زرعه للحصاد، وعلقت طيره حبائل المصاد، وله شعر يحيد ويجيد، ويباين مبانيه التنجيد، ثم يتحلى آونة (٢) منه الجيد، فمن ذلك قوله من قصيدة:
(١٥آ) أرى لك في الهوى نظرا مريبا (٣) ... كأن عليك عاذلا أو رقيبا
ولست بخائف في الحب شيئا ... على نفسي مخافتي المشيبا
يريني كل ما تهواه نفسي ... (٤) قبيحا مالئا عيني عيوبا
أتى منه ابن قيس لا براح ... فذق مر التأسف مستطيبا
إذا كنت تبكي فقد حب ... فما مثل الشباب حبيبا وقال أيضا من أخرى أولها:
الآن تطلب ودها ووصالها ... من بعدما شغلت بهجرك بالها
وقد استحالت فيك سيماء الصبا ... حالا يروع مثلها أمثالها
وأتيتها متلبسا بروائع ... نكر بفودك أصبحت عذالها
_________
(١) الاحيمر: سقطت من ج.
(٢) آونة: سقطت من ج.
(٣) ج ك: قريبا.
(٤) هذا البيت متقدم على الذي قبله في د.
1 / 62