موقفه من سائر الأشخاص الذين تنكروا له وتأمروا عليه. وإذا كان ابن الخطيب ملوما من الزاوية التاريخية فأولئك الأشخاص يتلقون قدرا مكافئا من اللوم. هذا ابن زمرك الذي حرق البخور الكثير على أعتاب أستاذه تحين كل فرصة بعد تغير الحال لينحي عليه بالذم في قصائده ويعرض به تقربا إلى السلطان، أنها أزمة لم تحرق ابن الخطيب وحده بنارها بل حرقت خصومه أيضا.
ترجم ابن الخطيب في كتاب الكتيبة الكامنة لثلاثة أشخاص ومائة جعلهم في قسمين كبيرين: الذين قضوا نحبهم قبل تأليف الكتاب (من رقم ١ ٨٤) والذين كانوا ما يزالون على قيد الحياة عند تأليفه (من رقم ٨٥ - ١٠٣) . وفي هذه القسمة شئ من التجوز فان بعض الذين ترجم لهم في القسم الأول وعاشوا بعد وفاة الخطيب نفسه مثل القاضي النباهي. ثم قسم المترجمين حسب ما غلب على كل واحد منهم فجاءوا في الطبقات آلاتية:
١ - طبقة الخطباء والصوفية (١ - ١٩) وحظهم في الإجادة قليل.
٢ - طبقة المقرئين والمدرسين (٢٠ - ٣٠) وهم اقل شانا من الطبقة السابقة في باب الشعر.
٣ - طبقة القضاة (٣١ - ٥٤) وهي طبقة منحطة في البيان لاقتصار مداركها على علوم الأديان ويندر فيها المجيد.
٤ - طبقة من خدم أبواب الأمراء من الكتاب والشعراء (٥٥ - ١٠٣) وربما كانوا متميزين بالإجادة اكثر من أفراد الطبقات السابقة.
وإذا قارنا هذا العدد بما احتواه " التاج المحلى " وجدنا أن الكتيبة تنقص عن التاج بمقدار سبعة تراجم، فهل هذا كل ما أدرجه لسان الدين في الكتيبة؟ أن النسخ التي اعتمدناها في تحقيقها لا تختم بشيء يشير إلى
1 / 15