شارك في تنظيم هذا الملتقى الاجتماعي العالمي 22 منظمة شعبية من قارات العالم، منها الاتحاد البرازيلي المركزي للعمال، والاتحادات البرازيلية الأخرى للفلاحين والنساء والشباب، والمجلس الاستشاري الدولي للملتقى الاجتماعي العالمي، والشبكات الاجتماعية، من أجل العدالة وحقوق الإنسان وغيرها من مختلف الهيئات والتنظيمات الشعبية الديمقراطية.
وشارك في تنظيم المحكمة الشعبية العالمية للديون عدد آخر من المنظمات الشعبية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية منها منظمة «جوبيلي ساوث»
Jubiles South
جنوب أفريقيا وفي الفلبين وفي البرازيل وفي كندا، مع الاتحاد الأميركي للعاملين في مجال القانون.
منظمات شعبية ديمقراطية في معظم بلاد العالم نبعت من معاناة الملايين من الفقر والقهر بأيدي القوى الرأسمالية الاستعمارية القديمة والجديدة، يمثلون الشعوب بفئاتها المختلفة، لا فرق بين رجل وامرأة، أو عامل أو فلاح أو أستاذ، حركة شعبية واعية أدركت خطورة اللعب بورقة الأديان في مجال السياسة، أو ورقة الثقافة وما يسمى الاختلافات الثقافية وغيرها من الاختلافات بين الناس، التي استغلتها القوة الاستعمارية لتمزيق الشعوب وتفتيت الوحدة تحت اسم احترام الأديان واحترام الثقافات المحلية.
وأنا جالسة فوق منصة القضاء، أقوم بدور القاضي (أو القاضية) مع خمسة آخرين من العالم، أشعر بالفخر لأنني أخترت بواسطة هذه الحركة الشعبية العالمية لأمثل بلادنا العربية ومنطقة شمال أفريقيا، ولأجلس يومين كاملين أستمع إلى تقارير الشهود من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، كيف أدت سياسات البنك الدولي وصندوق نقده إلى تخريب الاقتصاد في هذه البلاد وتراكم الديون الخارجية والداخلية، وكيف أدت القروض إلى نهب موارد هذه البلاد (أو ما يسمونه العالم الثالث) وذلك بسبب فرض السياسات والمشاريع المؤدية إلى اختلال الميزان التجاري، وتراكم العجز، وتزايد الهوة بين الفقراء والأغنياء، وحرمان البلاد من ثرواتها الطبيعية ومن قدراتها الإنتاجية في الصناعة والزراعة، وربط عملتها بالدولار الأميركي، وكيف أدت سياسة الخصخصة للشركات والبنوك والخدمات المحلية إلى حرمان الشعوب من ضرورات الحياة، وانتشار المجاعات والأمراض.
كذلك تستخدم القروض وسائل للضغط على الحكومات المحلية وإخضاعها للسياسات الأجنبية، ودفعها للمشاركة في حروب لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلاد الاستعمارية الكبرى.
وأوضحت الشهادات التي توالت على المنصة من ممثلي البلاد المختلفة كيف أن البلاد (أو المستعمرات الجديدة) التي تتلقى القروض، كيف أنها تدفع مبلغا يصل إلى ثلاثة عشر دولارا أميركيا في مقابل دولار واحد تقترضه.
وقدم الدكتور شريف حتاتة (من مصر) شهادته عن تاريخ الاستعمار وعلاقته بالديون الخارجية والحرب، كيف أن الاستعمار البريطاني دخل مصر في السبعينيات من القرن التاسع عشر من طريق القروض، و«احتل بلادنا» وفي العام 1956 رفض جمال عبد الناصر شروط البنك الدولي لفرض مراقبة على الاقتصاد المصري في مقابل القرض لبناء السد العالي، مما دفع عبد الناصر إلى تأميم قناة السويس، وما حدث بعد ذلك من حرب 1956، واعتداء جيوش إنكلترا وفرنسا وإسرائيل على بورسعيد.
وأشار حتاتة أيضا إلى أن مصر دفعت إلى المشاركة في حرب الخليج (كانون الثاني 1991) التي أدت إلى مزيد من تفتيت القوى العربية، وتثبيت القبضة الأميركية العسكرية والاقتصادية على «بلادنا العربية» وكان الإغراء الذي قدم لمصر هو خفض الدين الخارجي بمقدار سبعة بلايين دولار، سرعان ما استعادتها الولايات المتحدة الأميركية من طريق العجز في الميزان التجاري، وكان الدين الخارجي لمصر في نهاية السبعينيات من القرن الماضي لا يتجاوز ثلاثة بلايين دولار، وصل في زمن حرب الخليج إلى ما يقرب من خمسة وأربعين بليون دولار، وارتفع سعر صرف الدولار بالجنيه المصري من 34 قرشا في مطلع السبعينيات إلى 560 قرشا في السوق السوداء حاليا، وهذا يعكس مدى التضخم الذي يعاني منه الشعب المصري اليوم بجميع فئاته، وتتحمل النساء الفقيرات العبء الأكبر من المعاناة بسبب ضعفهن السياسي والاقتصادي ووضعهن الأدنى في الأسرة والمجتمع. (5) عالم متشابه
صفحه نامشخص