133

کشکول

الكشكول

پژوهشگر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨هـ -١٩٩٨م

محل انتشار

بيروت - لبنان

فلا تتبع الماضي سؤالك لم مضى ... وعرج على الباقي وسائله لم بقي ولم أر كالدنيا حليلة صاحب ... محب متى تحسن بعينيه تطلق تراها عيانًا وهي صنعة واحدة ... فتحسبها صنعي لطيف وأخرق قال الشريف المرتضى ﵁: قد قيل: إن السبب في خروج البختري عن بغداد هذه الأبيات، فإن بعض أعدائه شنع عليه بأنه ثنوي حيث قال: فتحسبها صنعي لطيف وأخرق؛ وكانت العامة غالبة على البلد فخاف على نفسه وقال لابنه أبي الغوث: قم يا بني حتى نطفي عنا هذه النائرة بخروج نلم بها شعثنا ونعود فخرج ولم يعد. انتهى. من كلام أوميرس: إتهم أخلاقك السيئة فإنها إذا وصلت إلى حاجاتها من الدنيا كانت كالحطب للنار والماء للسمك وإذا عزلتها عن مآربها وحلت بينها وبين ما تهوى انطفأت كانطفاء النار عند فقدان الحطب وهلكت كهلاك السمك عند فقد الماء، وكما أن الحاسة الجليدية إذا كانت مؤفة برمد ونحوه، فهي محروقة من الأشعة الفائضة عن الشمس كذلك البصيرة إذا كانت مؤفة بالهوى واتباع الشهوات والاختلاط بأبناء الدنيا، فهي محرومة من إدراك الأنوار القدسية محجوبة عن ذوق اللذات الأنسية. من كتاب رياض الأرواح وهو مما نظمه الفقير بهاء الدين محمد العاملي عفى الله عنه ألا يا خايضًا بحر الأماني ... هداك الله ما هذا التواني؟ ! أضعت العمر عصيانًا وجهلًا ... فمهلًا أيها المغرور مهلا مضى عمر الشباب وأنت غافل ... وفي ثوب العمى والغي رافل إلى كم كالبهائم أنت هايم ... وفي وقت الغنايم أنت نائم وطرفك لا يرى إلا طموحًا ... ونفسك لم تزل أبدًا جموحًا وقلبك لا يفيق من المعاصي ... فويلك يوم يؤخذ بالنواصي بلال الشيب نادى في المفارق ... بحي على الذهاب وأنت غارق ببحر الإثم لا تصغي لواعظ ... ولو أطرى وأطنب في المواعظ وقلبك هائم في كل واد ... وجهلك كل يوم في ازدياد

1 / 135