کاشف امین
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
ژانرها
فلما علونا واستوينا عليهم .... تركناهم صرعى لنسر وكاشر فالعرش عند هؤلاء مجاز عن عز الله وملكه وسلطانه، وقيل: هو عبارة عن جميع مخلوقاته تعالى ولا عرش حقيقة عندهم عليهم السلام، وأحد قولي الإمام زيد بن علي والمؤيد بالله وأبي طالب والسيد مانكديم والأمير المؤلف والإمام يحيى والإمام محمد بن المطهر والإمام المهدي عليهم السلام والجمهور: بل هو حقيقة قبلة للملائكة عليهم السلام، ف [ استواؤه: ] تعالى على العرش إنما هو [ استيلاؤه ] تعالى [ بالقدرة والسلطان، ] ولا يصح ما يقوله أهل الحشو والمجسمة من أن العرش مكان له تعالى كالسرير مستقر عليه لما في ذلك من التجسيم المقتضي للحدوث والتحديد والاحتواء،وقد ثبت أن الله تعالى [ ليس كمثله شيء، ولا يشبه ميتا ولا حيا. ] وما قاله المجسمون ومن وافقهم باطل لما يؤدي إليه من المحالات، لأنه قد ثبت بالأدلة القاطعة إن العرش إن جعلناه حقيقة كان من مخلوقاته تعالى والله تعالى قديم، فلا يصح أن يكون فيه لاستلزامه إما قدم العرش، فما أحد القديمين يكون طرفا والآخر مطروفا بأولى من العكس إن كان ذلك وصفا ذاتيا، وإن كان لفاعل لزم حدوث الجميع، وإما حدوثه فيلزم الانتقال عليه تعالى إليه بعد أن خلقه وهو محال ويستلزم الحاجة عليه والله الغني، ويستلزم تحديده تعالى إن استوعبه العرش أو تبعيضه تعالى إن لم يستوعبه، وكل ذلك محال لا يقبله عقل عاقل ولا صحة لنقل ناقل، وإنما المراد بالاستواء هو الاستيلاء ولو جعلناه حقيقة، قال المؤيد بالله عليه السلام: خص بالاستواء لأنه أعظم المخلوقات، وقد أشار بعضهم إلى معنى ذلك بقوله ولله دره:
وقول إلهي في الكتاب قد استوى .... على العرش رب كان للعرش بانيا
فهذا كقولي للأمير قد استوى .... على المدن والأمصار إذا صار واليا
صفحه ۲۵۹