============================================================
بهداية من اتبعها إلى صاحب الحق، وهو عيسى عليه السلام، فأشارت إليه قبل أن يشير إليه أحد غيرها فردت الناس بأمر الله إلى شريعة جديدة من دين الله تعالى ناطق أمره ومقامه جديد من عند الله، فذلك الخلق الجديد في الباطن، وهي فاطمة الكبرى في عصر آدم السادس وهو محمد صلى الله عليه، وهي الفاء العظيمة، وحجابه الذي يقيم للناس الذين أنسوا بمعرفته واستأنسوا بروحه، فمن نفخ فيه من روحه نفخة عاد جديدا طريا لم يتغير، دليل قولك قول الله جل ذكره: ({ فأنفخ(1) فيه فيكون طيرا بأذن اللو} هذا في قصة عيى صلى الله عليه، ومثالها في أمة محمد صلى الله عليه أن حجة محمد وهو صاحب التأويل علي صلوات الله عليه ينفخ الروح في الأجسام، ومعناه في الباطن أنه يلقي العلم الباطن على العلم الظاهر، فيثبت بذلك الدين القيم ، ويكمل بإذن الله ويحي بذلك العلم الموات(2) بالجهل، والروح مثل العلم ، والعمل مثل الجسم (2 وكل جسم لا روح فيه فهوميت ، وكل عمل لا علم معه فوجسد لا روح فيه، فالجاهل ميت حتى يحييه صاحب الحق (4) بعلم الحق: وفي ذلك قول الله { أموات غير أخياء(2) وما يشتعرون} يخاطب بهذا أهل الحياة الظاهرة انهم أموات، موتة الجهل، ولا يشعرون أنهم أموات بل هم عند أنفسهم أحياء بحياتهم الظاهرة(6) ، والطائر هو الذي استطار قلبه إلى معرفة بارئه جل وعز ، والنفخ هو ما يصل إلى المؤمن من علم الله الخفي المستور(2) ، والحجة في
صفحه ۹۸