============================================================
الظل الممدود، وامتداده هو بسطه علمه لخواص أهل ولايته، فقوله و ولو شاء جعله سكنا لو أراد الله أسكنه حتى لا يعلم الناس ما هو؟ وما مقامه ؟ وما علمه الباطن؟! ولكن لا بد من إظهار الحق ولو سكن ، ولولم يظهر الحق، لهلك العالم أجمعون، وانقلبوا خاسرين ثم عاد الخطاب إلى ناطق كل زمان صلوات الله عليه هو الامام المعظم حجاب القائم الشمس النيرة الدالة على القمر الزاهر الناطق بالعجائب ، والمظهر للبدائع فيه ، يستدل على الظل الظليل الذي قال الله سبحانه انطلقوا إلى ظل (1) ذي ثلث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ) اراد بالظل أمير المؤمنين عليه السلام، ولا بد من معرفته في حقائقه ومقاماته بيان هذا أن الله تعالى يقول للناطق : قل لقومك انطلقوا إلى الوصي يخاطب أمته في ذلك وقوله (ذي ثلث شعب) يعني أبوابه الذين يقيمهم بالدعوة إليه، ونصبوا لمن قصند اليهم فهم حجج الوصي، والوصي حجة الرسول، والرسول حجة الله، وهذه الحجج كلها على العباد في الدنيا والآخرة. ومعنى قوله { إنطلقوا). أراد به لا بد لكم من لقائه والوقوف لديه، والقصد إليه، والعرض عليه، فمن كان من دعوة أحد شعبه الثلاث عليهم السلام وهم نطقاء بالحكمة(2) والسيف، منهم المقداد، وإنما سمى المقداد لأنه قد الباطل وأزاله وأنار الحق، ودعا إليه وهو أحد العيون، فمن شرب منه لم يظما بعدها أبدا.
والعين الثانية أبو ذر ذرا2) العالم وعرفهم ومنه شربوا، واسمه جندب، وهو القائل يوم قام الشيطان وبويع له، بعد دعوة إبليس بعده، فقدموا آبافر عليه السلام فقالوا : بايع يا أباذر. فقال : لمن أبايع * قيل له : لشيطان الأمة . فقال : لا والله ولا كرامة أبايع أخاتيم (4) وأدع أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، لقد خالفتم وبدلتم وكفرتم وكان عاصيا . يقول: يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا . لقد
صفحه ۷۷