کشف الظنون
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون
التقسيم الثالث
وهو: مذكور فيه أيضا.
اعلم: أن العلم ينقسم إلى: حكمي، وغير حكمي، والأخير: ينقسم إلى ديني، وغير ديني، والديني إلى: محمود، ومذموم، ومباح.
ووجه الضبط: أنه إما أن لا يتغير بتغير الأمكنة والأزمان، ولا يتبدل بتبديل الدول والأديان، كالعلم بهيئة الأفلاك أو لا.
فالأول: العلوم الحكمية، ويقال له: (العلوم الحقيقة) أيضا، أي الثابتة على مر الدهور والأعوام.
والثاني: إما أن يكون منتميا إلى الوحي، ومستفادا من الأنبياء ﵈، من غير أن يتوقف إلى تجربة، وسماع، وغيرهما، أو لا.
فالأول: العلوم الدينية، ويقال لها: الشرعية أيضا.
والثاني: العلوم الغير الدينية، كالطب: لكونه ضروريا في بقاء الأبدان، والحساب: لكونه ضروريا في المعاملات، وقسمة الوصايا والمواريث، وغيرها فمحمودة، وإلا فإن لم يكن له عاقبة حميدة فمذموم، كعلم: السحر، والطلسمات، والشعبذة، والتلبيسات، وإلا فمباح، كعلم: الأشعار التي لا سخف فيها، وكتواريخ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وما يجري مجراها.
وهذا التفاوت بالنسبة إلى الغايات، وإلا فالعلم من حيث أنه علم فضيلة لا تنكر ولا تذم، فالعلم بكل شيء أولى من جهله، فإياك أن تكون من الجاهلين.
1 / 12