کشف و بیان
الكشف والبيان
پژوهشگر
الإمام أبي محمد بن عاشور
ناشر
دار إحياء التراث العربي
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٢
سال انتشار
هـ - ٢٠٠٢ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
ولهت نفسي الطروب إليهم ... ولها حال دون طعم الطعام «١»
فكأنه سمّي بذلك لأن القلوب تولّه لمحبّته وتضطرب وتشتاق عند ذكره.
وقيل: معناه: محتجب لأن العرب إذا عرفت شيئا، ثم حجب عن أبصارها سمّته إلها، قال: لاهت العروس تلوه لوها، إذ حجبت.
قال الشاعر:
لاهت فما عرفت يوما بخارجة ... يا ليتها خرجت حتّى رأيناها «٢»
والله تعالى هو الظاهر بالربوبيّة [بالدلائل والأعلام] وهو المحتجب من جهة الكيفيّة عن الأوهام.
وقيل: معناه المتعالي، يقال: (لاه) أي ارتفع.
وقد قيل: من [إلا هتك]، فهو كما قال الشاعر:
تروّحنا من اللعباء قصرا «٣» ... وأعجلنا الألاهة أن تؤوبا «٤»
وقيل: هو مأخوذ من قول العرب: ألهت بالمكان، إذا أقمت فيه، قال الشاعر:
ألهنا بدار ما تبين رسومها ... كأن بقاياها وشام على اليد «٥»
فكأن معناه: الدائم الثابت الباقي.
وقال قوم: [ان يقال] «٦» ذاته وهي قدرته على الإخضاع.
وقال الحارث بن أسد المجلسي، أبو عبد الله البغدادي: الله من (ألههم) أي أحوجهم، فالعباد مولوهون إلى بارئهم أي محتاجون إليه في المنافع والمضارّ، كالواله المضطرّ المغلوب.
وقال شهر بن حوشب: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وقال أبو بكر الوراق: هو.
وغلّظ بعض بقراءة اللام من قوله: (اللَّهِ) حتى طبقوا اللسان به الحنك لفخامة ذكره، وليصرف عند الابتداء بذكره وهو الرب.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال قوم: هما بمعنى واحد مثل (ندمان، ونديم) و(سلمان،
_________
(١) لسان العرب: ١٣/ ٥٦١.
(٢) تفسير القرطبي: ١٧/ ١٠١.
(٣) في اللسان: عصرا.
(٤) تفسير الطبري: ٩/ ٣٥، ولسان العرب: ١/ ٢١٩.
(٥) تاج العروس: ٩/ ٣٧٥.
(٦) كذا في المخطوط.
1 / 98