بل يسوقه إلى غضب الله وإلى النار فلأن تذهب عينه في الدنيا خير من أن تبقى له عين يدخل بها النار فيعميها [لهبها] لهيب النار فانظر كيف انتقام الله تعالى من الحاسد إذا أراد زوال النعمة عن المحسود فأزالها عن نفسه إذ السلامة من الإثم نعمة ومن الغم نعمة أخرى وقد زالتا منه تصديقا لقوله تعالى ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وربما يبتلى بعين ما يشتهيه لعدوه إذ قل ما شمت شامت بمساءة أحد إلا وابتلي بمثلها فهذه هي الأدوية العلمية فمهما تفكر الإنسان فيها بذهن صاف وقلب حاضر انطفى من قلبه نار الحسد وعلم أنه مهلك نفسه ومفرح عدوه ومسخط ربه ومنغص عيشه وأما الدواء العملي فبعد أن يتدبر ما تقدم ينبغي أن يكلف نفسه نقيض ما يبعثه الحسد عليه فيمدح المحسود عند بعثه على القدح ويتواضع له عند بعثه على التكبر ويزيد في الإنعام عند بعثه على كفه فتنتج هذه المقدمات تمام الموافقة وتنقطع مادة الحسد ويستريح القلب من
صفحه ۷۱