[صفحة لم ترقمن] <1/ 83> في الآية فإن ما يقوله الثقة والمجتهد أو جزم به في الكتاب ظن بمعنى أنه يحتمل أن يكون عند الله أو في نفس الأمر غير ذلك، ومن ذلك أنك إذا حكمت بشهادة عدلين فقد حكمت بالظن، إذ لا تدري ما عند الله من الأمر كذلك أم لا، والأمر يجري على الظاهر كما سمى الله عز وجل الشاهد بالزنا كاذبا إذ لم تتم شهادته بغيره. ومعنى أن تسموه كاذبا ولو صدق عند الله وإن شهد أربعة فالحكم بهم حكم ظن، أي بعلم لا يقين فيه لاحتمال كذبهم.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} [سورة الإسراء: 36] قال: لا تقل. ولا بد من هذا المعنى على عمومه مع كل تفسير فسرت به الآية. قال الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفتى في مسألة أو فسر رؤيا بغير علم كان كمن وقع من السماء إلى الأرض فصادف بئرا لا قعر لها ولو أنه أصاب الحق». ولا يخفى أن قولكم بالرأي من غير أن تكونوا أهلا له إفتاء بغير علم، واعلموا أن القول أشد من الفعل؛ لأن القول يتبع والفعل لا يتبع، إلا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يتبع كما يتبع قوله. وقال صلى الله عليه وسلم: «الحلال بين والحرام بين وبينهما متشابهات ... » الحديث، فإنه يشمل المعاملة بالمال ويشمل الكلام في العلم، بل فسره جابر بن زيد بالكلام في العلم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
صفحه ۷۱