<1/ 60> الثالث: من اعتقد أن المؤثر هو الله وحده، وأن التلازم بين المسبب والسبب عقلي، فلا يتخلف ولا يمكن تخلفه فمتى وجدت النار وجد الإحراق، ومتى كان الأكل وجد الشبع، وهذا غير مشرك، ولكن ربما أداه ذلك إلى الإشراك؛ لأنه يلزم ما خالف العادة مثل أن يعتقد أن الميت يوضع في القبر فيستمر على الموت فلا يبعث.
الرابع: من اعتقد أن المؤثر هو الله، وجد التلازم بين السبب والمسبب عاديا يمكن أن يخلفه كأن توجد نار ولا يوجد الإحراق، ويوجد الماء ولا يوجد البلل، هذا مذهب أهل الحق ومذهب الأشاعرة.
وسئل عن اعتقاد الروية وعدمها وأفعال المكلفين: أذلك خلق لهم أم لا؟.
الجواب: إن ذلك خلق الله عز وجل وفعل لهم، وهذا منك عجيب! كيف تتوهم أن الفاعل خالق لفعله ولا خالق إلا الله!. والله أعلم.
<1/ 61> باب في مسائل الخلود
قال السائل: بسم الله الرحمن الرحيم سؤال للإمام العلامة شيخنا الحاج: أمحمد بن يوسف المغربي. ما معنى قولك في إزالة الاعتراض: قلت - بعد قولك ما قاله الأصحاب في قوله تعالى {ومن يعص الله ورسوله} ... الآية [سورة الجن: 23] وعندي أن مسألة خلود الفاسق في النار ليس مما يقطع فيه العذر، أو كلام هذا معناه لم يحضرني نصه، والذي نفهمه من كلامك هذا أنه لا يبرأ ممن قال إن الفاسق لا يخلد في النار فهل هذا الفهم كذلك أم لا؟ فضلا منك أن توضح لنا هذا الإشكال ولك الأجر من ربنا تعالى جزاك الله عنا وعن المذهب خيرا.
فأجاب رضي الله عنه بقوله: الجواب وعليك السلام. مرادي أن الخلود حق، وأنه ليس كادعاء الرؤية ونحوها، وأنه يبرأ من قومنا بغير دعوى الخروج، كالرؤية. وقد أرسلت إليكم كتابا في ذلك قبل هذا وفيه طول، والله ما بخلت عنك بجواب ولم يذكر اسمك واليوم الآخر [كذا] زادني الله حبا لك نذكر اسمك [كذا] في كل ورقة فإن أمري مضطرب لكثرة الأسئلة والأوراق والأشغال فأغفل عن قمطري سؤال.
صفحه ۵۹