ومعنى <1/ 47> شقوة غلام الخضر خلقه على الشقوة ولا يبقى ولا يشقى ولا يرهق والديه طغيانا وكفرا؛ وذلك أن الإنسان مختار واختياره أيضا مخلوق لله عز وجل وتبارك وتعالى، إلا أن هذا ليس إجبارا ولا طبعا إذ كل أحد يرى من نفسه أنه قادر على الفعل والترك فيختار أحدها فبهذا الاختيار يخرج عن الطبع والإجبار، ولو كان اختيارا مخلوقا. وزعم ابن حزم أبو محمد علي بن حزم الظاهري الأندلسي أن الله تعالى قادر على أن يتخذ ولدا لأنه إن لم يقدر عليه كان عاجزا، أي وكذا سائر صفات الخلق تعالى الله عنها، وهو خطأ محض لا يقبله المبتدئ، فإن العجز يكون لو كان القصور جاء من ناحية القدرة فإن كان الأمر من متعلقات القدرة ولم تتعلق به، وأما إذا كان عدم تعلقها بأمر لكونه ليس من متعلقاتها فعدم تحولها له ليس عجزا.
صفحه ۴۴