باب في تعلق علم الله تعالى بالمعلومات، والسؤال عن تعلقه بالجائز والمستحيل قال رحمه الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أما بعد:
فسلام من: أمحمد بن الحاج يوسف اطفيش على الشيخين عيسى بن صالح وعبد الله بن حميد العلامتين العمالتين الدينيين الدنيويين زادهما الله من الدنيا ما يقيمان به ما قعد من الدين. اعلما أنه وصلني كتابكما وفرحت به فرحا كبيرا لطول الفترة، وضيقي بعدم وصول الكتابين إليكما في ظني والحمد لله إذ وصلا، لو وجدتما ديوان الكميتي [كذا] أو بعض أشعاره فأرسلوه إلي عاجلا، ولإرسالكما إلي جوهر النظام لكن لم يصلني وسيصلني إن شاء الله وإني راغب أن تبعثا إلي ما بعد الجزأين الأولين من شرح الترتيب للشيخ عبد الله بن حميد، أحدهما لجودكما علي بثمن بل بقيمة أبي العتاهية على عادة أهل عمان في العلم والجود، وكما قال الأندلسي: «نحن العرب أسخى من بذل». وسأنظر إن شاء الله مؤلفك في الرد على من أنكر عذاب القبر إذا وصلني ووجهة قول علماء المغرب من أصحابنا فيمن كتب الله ألا يكون إنما ما لا يكون مستحيل الوجود لقضاء الله تعالى أن لا يكون، والمحال للقضاء أو لذاته لا صورة له يخلق عليها فتعلم، لا يقال: يعلمها الله ولا لا يعلمها الله ويقول يعلم أن لا يكون؛ ولذلك يسهل تأويل ما أوهم ذلك ولو كثر، مثل قوله تعالى: {ولو ردوا لعادوا} [سورة الأنعام: 28] فنقول: المعنى ولو كان الرد يقع لكان العود والعلم به واقعا أما إذا كان لا يقع فلا يقال يعلم ولا لا يعلم ويدل لذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بما كانوا عاملين لو كانوا عاملين»، أما إذا كانوا لا يعملون لعدم علمهم بموتهم فلا يقال: يعلم ذلك ولا يعلمه، وهكذا فإن لم يتضح كلامي <1/ 46> فلتوزع قلبي في الأشغال والله الموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وبلغا سلامي إلى كل من سلم وكل من يتأهل وسلام عليكما من جملة الطلبة ردا وابتداء. وصلني كتابكما يوم عرفة عام 1321.
صفحه ۴۲