<1/ 33> باب في السؤال عن أسمائه تعالى وصفاته قال رضي الله عنه في مسائل أهل زوارة: وأقر إخواننا علماء أهل زوارة بأن أسماء الله مخلوقة، وقد قال به ابن بركة، بل نسب إليه ما شهر عن غيرهم من أن الناس جعلوا له أسماء، وأهل زوارة قالوا: أردنا الألفاظ من أسمائه تعالى مخلوقة، قلت : هذا حق، ولا ينكره عاقل، وأنا أقول به من حين بلوغ الحلم، فإن الألفاظ والتلفظ وتركيب الحروف والكلمات والنقوش ومحال ذلك وما تكتب به حوادث، وذلك بالمشاهدة، فكيف يقال بقدمها ومعنى قدم أسماء الله أن معانيها صفات الله وما كان صفة فعل فمعنى قدمه أن الله متصف في الأزل بأنه سيفعل ذلك الفعل وأنه تعالى عالم بها في الأزل وأنه سيخلق ألفاظ اللافظين بها وكتابتها ونقوشها في اللوح المحفوظ وغيره. وقلت في شرحي على العقيدة عند قوله: «وليس منا من قال إن أسماء الله مخلوقة» ما نصه: «بل قديمة، فإنه تعالى أهل لمعانيها بلا أول وأهل بأن يذكر بلفظ الجلالة ولفظ عزيز ولفظ مريد ولفظ قادر وعالم وحي ومتكلم وفرد وسميع وبصير وخالق وفعال ورزاق وغير ذلك من أسماء الصفات والأفعال فإنها كلها له قبل أن يخلق من يتلفظ بها، وتلك هي أسماء الله، ولا يوجد أحد يقول: معاني أسماء الله مخلوقة فإن معنى عالم بالذات الواجب العلم والذات قديم إجماعا، وعلمه قديم إجماعا ممن يقيد به، وصفاته ذاته وهكذا، إلا أن الذات في صفات العلم قديمة والفعل خلق من الله، فالخالق للذات الواجب القديم والخلق فعله. وقالت المعتزلة: كان بلا اسم وجعل الناس له أسماء. وقال بعض: كان بلا اسم وخلق لنفسه أسماء وأوصى بها». انتهى المراد منه هنا.
صفحه ۳۱