وأما ما بطن فقد
قال: «بل اندمجت [1] على مكنون علم لو بحت [2] به لاضطربتم اضطراب الأرشية [3] في الطوى [4] البعيدة.
وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال:
من كان قد عزقته مدية دهره
ومرت له أخلاف سم منقع [5]
فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل
بإمامه الهادي البطين الأنزع
نزعت عن الآثام طرا نفسه
ورعا فمن كالأنزع المتورع
وحوى العلوم عن النبي وراثة
فهو البطين لكل علم مودع
ومما ورد في صفته (عليه السلام) ما أورده صديقنا العز المحدث [6] وذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل رحمه الله أن يخرج أحاديث صحاحا وشيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وصفاته وكتبت على الأنوار الشمع الاثنى عشر التي حملت إلى مشهده (عليه السلام) وأنا رأيتها، قال: كان ربعة من الرجال، أدعج العينين [7]، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شثن الكفين [8]، أغيد [9] كأن عنقه إبريق فضة، أصلع، كث اللحية، لمنكبيه مشاش [10] كمشاش السبع الضاري، لا يبين عضده من ساعده، وقد أدمجت إدماجا، إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، شديد الساعد واليد، إذا مشى إلى الحرب هرول، ثبت الجنان، قوي شجاع منصور على من لاقاه.
صفحه ۹۴