ليث الغابة، وأقضى الصحابة، والحصن الحصين، والخليفة الأمين، أعلم من فوق رقعة الغبراء [1] وتحت أديم السماء [2]، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء.
وأنشأ أبو المؤيد رحمه الله:
هذه المكارم لا قعبان من لبن [3]
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وأنا أنشد:
أساميا لم تزده معرفة
وإنما لذة ذكرناها
راقع مدرعته والدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتى استحيا من راقعها، منزه نفسه النفيسة عن الدنيا الدنية ومصارعها، ومثبتها بلجام تقواه عن مطامعها، وفاطمها بتهجدها [4] عن وثير مضاجعها، أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه، وكشاف كربه وغمه، ومساهمه في طمه ورمه [5]، بعضه بعض البتول، ولده ولد الرسول، هو من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، دمه دمه، ولحمه لحمه، وعظمه عظمه، وعلمه علمه، وسلمه سلمه، وحربه حربه، وحزبه حزبه، وفرعه فرعه، ونبعه نبعه، ونجره نجره [6]، وفخره فخره، وجده جده، وحده حده، أنهار الفضائل في الدنيا من بحور فضائله، ورياض التوحيد والعدل من بساتين خطبه ورسائله، وكبش [7] أهل العراق والشام والحجاز، وشجى [8] حلوق الأبطال عند البراز، وابن عم المصطفى، وشقيق النبي المجتبى، ليث الشرى [9]، غيث الورى، حتف العدى، مفتاح الندى، قطب رحى الهدى، مصباح الدجى، جوهر النهى [10]، بحر اللهى [11]، مسعر
صفحه ۹۰