قال: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، وعن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي أبى فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثنى عشر خليفة، فقال كلمة فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش، ومثله عن حصين بن عبد الرحمان عن جابر قال: دخلت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلام خفى على فقلت لأبي: ما قال؟ قال كلهم من قريش، وفي حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عنه عليه السلام لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة ثم ذكر مثله، ونقلت من مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال:
كنا مع عبد الله جلوسا في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم تكون من بعده خليفة؟ قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل.
نقلته من المجلد الثالث من مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
ونحن نطالبهم بعد نقل هذه الأخبار بتعيين هؤلاء الاثني عشر، فلا بد لهم من أحد أمرين أما تعيين هذه العدة في غير الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ولا يمكنهم ذلك، لان ولاة هذا الامر من الصحابة، وبنى أمية وبنى العباس يزيدون على الخمسين. واما أن يقروا ويسلموا ان الأخبار الواردة في هذا الكتاب واهية ضعيفة غير مصححة ولا يحل أن يعتمد عليها فنحن نرضى منهم بذلك ونشكرهم عليه لما يترتب لنا عليه من المصالح الغزيرة والفوائد الكثيرة، أو يلتزموا بالقسم الثالث وهو الاقرار بالأئمة الاثني عشر لانحصار ذلك في هذه الأقسام، وهذا الالزام يلزم الزيدية كما يلزمهم، وهذا إلزام لا محيص لهم عنه متى استعملوا الانصاف وسلكوا طريق الحق، وعدلوا عن سنن المكابرة والمباهتة، وتركوا بنيات الطريق وقد خلصنا نحن من
صفحه ۵۸