الاعتدال مركب من اثنى عشر ساعة، وكانت مصالح العالم مفتقرة إلى الأئمة عليهم السلام وارشادها فجعلت عدتهم كذلك.
الوجه الخامس قال: وهو وجه صباحته واضحة وأنواره لايحة، وتقريره ان نور الإمامة يهدى القلوب والعقول إلى سلوك طريق الحق كما يهدى نور الشمس والقمر أبصار الخلائق إلى سلوك الطرق، ولما كان محل هذين النورين الهاديين للأنصار البروج الاثنا عشر، فمحل النور الثاني الهادي للبصائر وهو نور الإمامة الأئمة الاثني عشر.
(تنبيه) وقد ورد في الحديث النبوي ان الأرض بما عليها محمولة على الحوت وفي هذا إشارة لطيفة وحكمة شريفة وهو ان آخر محل ذلك النور الحوت، وهو آخر البروج، وهو حامل لأثقال الوجود، فآخر محال النور الثاني عشر وهو نور الإمامة حامل أثقال مصالح أديانهم وهو المهدي عليه السلام.
الوجه السادس وهو من جميع الوجوه أولاها مساقا وأجلاها اشراقا وأحلاها مذاقا وأعلاها في ذرى الحكم طباقا، وتقريره ان النبي صلى الله عليه وآله قال:
الأئمة من قريش، فحصرها فيهم فلا تكون في غيرهم، وقال صلى الله عليه وآله: قدموا قريشا ولا تتقدموها وقال النسابون: كل من ولده النضر بن كنانة قرشي، وبين النضر وبين النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر أبا، فإذا جعلنا النبي صلى الله عليه وآله مركزا كان متصاعدا في درجة الاباء إلى النضر ومنحدرا في الأبناء إلى المهدي عليه السلام لما ثبت من أن الخطوط الخارجة من المركز إلى المحيط متساوية، فانظر بعين الاعتبار إلى أدوار الاقدار كيف جرت باظهار هذه الاسرار من حجب الأستار، بأنوار مشكاة الأفكار، وفي هذا المقدار غنية وبلاغ لذوي الاستبصار. هذا آخر كلام كمال الدين ملخصا.
وأنا أقول: ان الذي ذكره لا يكون دليلا يعول عليه في إثبات
صفحه ۵۶