المدينة. قال: أبلغوا عنى محمدا أنا قد أجمعنا على استئصال بقيتهم. وانصرف أبو سفيان إلى مكة. ومر الركب بالنبي، فأخبره بما قال أبو سفيان، فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. (135)
قيل: أقام النبي بحمراء الأسد يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء. وكان المسلمون يوفدون في هذه الليالي خمسمائة نار، فذهب صوت معسكرهم وضوء نارهم في كل وجه. فكبت الله بذلك عدوهم.
ووجد النبى أبا عزة الشاعر1)، فأسره، وكان قد أسره قبل ذلك مرة، وسأل النبى أن يطلقه، وقال: يا محمد، إن لى بنات، فرحمه النبى، فأطلقه، وأخذ عليه العهد أن لا يعين عليه، فأعان عليه يوم أحد، فأسره بحمراء الأسد. وانصرف إلى المدينة، فدخلها يوم الجمعة، وكانت غيبته خمس ليال، فقال أبو عزة: اطلقني يا محمد، فإن لي بنات، فقال له النبي: لا تمسح على لحيتك، وتقول: خدعت محمدا مرتين، ثم قال: لا يلسع مؤمن من جحر مرتين، وأمر به فقتل، فسميت هذه الغزوة حمراء الأسد.
صفحه ۳۶۱