تى خرت ساجدة بين يديه، فقال: يا محمد، مرها ترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها.
وهبط عليه إسماعيل، حارس سماء الدنيا، فقال: السلام عليك يا رسول الله، قد أمرت أن أطيعك، أفتأمرنى أن أنثر عليهم نجوم السماء، فتحرفهم?
وأقبل ملك الشمس، وقال: إن الله أمرني أن أطيعك، أتأمرنى أن أجمع عليهم الشمس فتحرقهم?
وأقبل ملك الأرض، فقال: أتأمرني أن آمر الأرض، فتجعلهم في بطنها?
وأقبل ملك الجبال، فسلم عليه، وقال: أتأمرنى أن أنسف عليهم الجبال فتحطمهم?
وأقبل ملك البحار، وقال، بعد التسليم عليه: أتأمرنى أن آمر البحار، فتغرقهم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم، قد أمرتم بطاعتي? قالوا: نعم، فرفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إني لم أبعث عذابا، وإنما بعثت رحمة، دعونى وقومي، فإنهم لا يعلمون.
ونظر جبريل إلى خديجة، وهي تجول في الوادي، فقال: يا رسول الله، ألا ترى إلى خديجة؟ وقد بكت لبكائها ملائكة السماء، ادعها اليك، واقرعها منى السلام، وقل لها: إن جبريل يقرؤك السلام، وبشرها بأن لها بيتا فى الجنة م قصب، لا صخب فيه ولا نصب، من لؤلؤ مكلل بالذهب.
فدعاها رسول الله صلصلى الله عليه وسلم، والدماء تسيل من وجهه، وهو يمسحها، ويردها أن
صفحه ۲۱۲