وترنحت قرنفلة تحت عنف الضربة وتأوهت قائلة: ما كنت أتصور أنني سأتعرض لمرارة التجربة مرة أخرى.
ومن شدة الأسى صعدت إلى شقتها.
وهيأ لنا غيابها حرية للمناقشة فقال طه الغريب: حتى أنا ورغم البراءة والسن بت أخشى على نفسي.
فقال رشاد مجدي متهكما بالرغم من شحوب وجهه: ممكن أن يشك في أمرك رجال الثورة العرابية لا هذه الثورة!
وتساءل محمد بهجت: ترى ما وراء ذلك؟
فقال زين العابدين عبد الله: إنهم شبان ذوو خطورة فما وجه العجب فيما يقع لهم؟ - ولكنهم من أبناء هذه الثورة!
فضحك زين العابدين وقال: الانتماء إلى الثورة حجة شائعة بين أعدائها، كنت في شبابي إذا ضبطني أحد في الطريق إلى درب طياب تعللت بأنني ذاهب للصلاة في الجامع الأحمر!
فقال طه الغريب: إنهم يبدعون في نشر الرعب سامحهم الله.
وبعد مرور أيام جالستني قرنفلة، طالعتني بوجه كئيب ثم سألتني باهتمام: خبرني عن معنى ذلك؟
قرأت خواطرها الخفية ولكنني تجاهلتها، فقالت: توجد حولنا أسرار!
صفحه نامشخص