کراهت و دوستی، ناز و نیاز، عشق و ازدواج

محمد عبد النبي d. 1450 AH
80

کراهت و دوستی، ناز و نیاز، عشق و ازدواج

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرها

قالت ألفريدا: «لم يسمحوا لي بالدخول عليها لرؤيتها، في المستشفى.» على الأقل كانت تقول هذا بصوتها العادي، دون أن تضفي عليه أي ورع خاص أو حماسة لزجة. «حسنا، لو كنت في موضعهم، فأغلب الظن أنني لم أكن لأسمح لي بالدخول أيضا. ليس لدي أدنى فكرة عما بدت عليه آنذاك، لعلها كانت ملفوفة في أربطة مثل مومياء. أو إن لم تكن فهذا ما كان ينبغي عليهم فعله. لم أكن هناك حين حدث ما حدث، كنت في المدرسة. أظلمت السماء بشدة وأضاءت المعلمة المصابيح - كان لدينا مصابيح كهربائية في المدرسة - وكان علينا جميعا أن نبقى هناك إلى أن تنتهي العاصفة الرعدية. أتت خالتي ليلي - أقصد جدتك - أتت لتقابلني وتأخذني إلى بيتها، ولم أر أمي بعد ذلك قط.»

ظننت أن هذا كل ما كانت ستقوله، لكن ما هي إلا دقيقة حتى واصلت حديثها، بصوت ينم فعلا عن درجة من الانشراح، كما لو كانت تتهيأ للضحك. «أخذت أصيح وأصيح حتى أوشك رأسي على الانفجار من الصياح، أصيح فيهم بأنني أريد أن أراها. واصلت الصياح دون توقف، وفي النهاية عندما عجزن عن إغلاق فمي قالت لي جدتك: «من الأفضل لك ألا تريها. لو علمت كيف يبدو شكلها الآن، لما رغبت في رؤيتها. إنك لا ترغبين أن تتذكريها على هذه الصورة.»

ولكن أتدرين ماذا قلت؟ إنني أتذكر ذلك، قلت: «ولكنها لو مكاني كانت ستود أن تراني. كانت ستود أن تراني».»

وعندئذ ضحكت حقا، أو أصدرت صوت نخير كان متملصا ومتهكما. «لا بد أنني كنت أعتبر نفسي في غاية الأهمية، أليس هذا صحيحا؟ كانت ستود أن تراني!»

كان هذا جزءا من الحكاية لم أسمعه من قبل قط.

وفي ذات اللحظة التي سمعته فيها حدث شيء ما، كان كما لو أن فخا انغلق مدويا فجأة، ليمسك بتلك الكلمات ويحبسها في أسى. لم أفهم بالضبط كيف يمكنني أن أنتفع بها. علمت فحسب أنها هزتني هزا وأنها حررتني، في التو والحال، بحيث أتنفس نوعا مختلفا من الهواء، غير متاح إلا لي أنا. «كانت ستود أن تراني.»

القصة التي كتبتها، ووضعت فيها هذه العبارة، لم تكتب إلا بعد ذلك بسنوات، حيث مضى من الوقت ما يكفي ليصير من غير المهم بالمرة أن أفكر بشأن من الذي غرس الفكرة في رأسي لأول مرة.

شكرت ألفريدا وقلت إن علي أن أذهب. ذهبت ألفريدا لتنادي بيل ليودعني، لكنها عادت لتبلغني أنه قد غلبه النعاس.

قالت: «سوف يشد شعر رأسه من الندم حين يستيقظ، فقد استمتع بلقائك.»

خلعت سترة المطبخ ورافقتني على طول السلالم الخارجية للمبنى. لدى نهاية السلم كان هناك ممر مفروش بالحصباء يؤدي إلى الرصيف. كانت الحصباء تصر تحت أقدامنا، فأخذت تتعثر في خفها المنزلي الرفيع النعل.

صفحه نامشخص