کراهت و دوستی، ناز و نیاز، عشق و ازدواج
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
ژانرها
أحيانا كانت أمي تقول لي وهي حزينة: «لديك لسان حاد لا يرحم.» وأحيانا أخرى - وهو ما كان أسوأ كثيرا - كان أبي يبدي اشمئزازه مني. «ماذا يجعلك تظنين أن لك الحق في ذم الناس المحترمين هكذا؟»
في هذا اليوم لم يحدث أي شيء كهذا؛ فقد بدا أنني أتمتع بحريتي التامة على المائدة مثل زائرة غريبة، تقريبا في مثل حرية ألفريدا، وأزدهر تحت راية شخصيتي. •••
ولكن فجوة ما كانت على وشك أن تنشق، وربما كانت تلك هي المرة الأخيرة، المرة الأخيرة تماما، التي جلست فيها ألفريدا إلى مائدتنا. ظللنا نتبادل بطاقات التهنئة بأعياد الميلاد، وربما حتى الرسائل - لطالما كانت أمي قادرة على التحكم بالقلم - وظللنا نقرأ اسم ألفريدا في الصحف، ولكني لا أستطيع أن أتذكر أي زيارات أخرى في أثناء العامين الأخيرين اللذين عشتهما في المنزل.
ربما يكون الأمر أن ألفريدا سألت إن كان بوسعها أن تحضر صديقها معها فرفض طلبها. لو كان هو الرجل الذي كانت تعيش معه بالفعل، لكان هذا سببا محتملا للرفض، ولو كان الرجل ذاته الذي حظيت به مؤخرا، فإن حقيقة كونه رجلا متزوجا تعد سببا إضافيا. لقد اتفق والداي حول هذا الأمر. كان الذعر ينتاب أمي تجاه الجنس حين يخالف القواعد، أو حين يكون عرضا للتباهي - ويمكن القول إنها ينتابها الذعر تجاه أي نوع من الجنس عموما لا يقع داخل نطاق العلاقة الزوجية اللائقة - وأبي أيضا كان يدين هذه المسائل إدانة صارمة في ذلك الوقت من حياته. ولعله كان لديه اعتراض خاص كذلك، ضد أي رجل يمكنه أن يحكم قبضته على ألفريدا ويتلاعب بها.
لقد رخصت نفسها في أعينهما. يمكنني أن أتخيل أحدهما أو الآخر يقول ذلك؛ ما كان عليها أن تذهب وترخص نفسها هكذا.
ولكن ربما ما كان عليها أن تطلب ذلك بالمرة، ربما كانت تعلم ما فيه الكفاية بحيث لا تفعل ذلك. في أثناء زياراتها السابقة والمنعشة ربما لم يكن هناك أي رجل في حياتها، وحين ظهر أحدهم، ربما يكون قد تحول اهتمامها تحولا تاما؛ ربما صارت شخصا مختلفا عندئذ، كما صارت فيما بعد دون شك.
أو لعلها صارت حذرة من الجو الخاص بالحياة العائلية حيث يوجد شخص مريض سوف تزداد حالته سوءا ولن يتحسن أبدا. كانت هذه حالة أمي، التي انضمت أعراض متاعبها الصحية بعضها إلى بعض، واجتازت نقطة اللاعودة، وبدلا من أن تكون مجرد قلق أو مضايقة صارت هي قدرها بكامله.
قالت العمتان: «مسكينة!»
بينما كانت أمي تتحول من أم إلى حضور مبتلى في أنحاء المنزل، فإن الأخريات من نساء العائلة، واللاتي كن محدودات للغاية في السابق، بدا وكأنهن يكتسبن شيئا من الحيوية والكفاءة المتزايدة في العالم. حصلت جدتي لنفسها على سماعات للأذنين؛ وهو شيء لم يقترحه عليها أحد. أحد زوجي العمتين - ليس آزا ولكن الآخر المدعو إرفين - توفي، والعمة التي كانت زوجا له تعلمت قيادة السيارة وحصلت على وظيفة في متجر ثياب، وما عادت تضع على رأسها الشبكة التي تجمع الشعر.
كانتا تأتيان لرؤية أمي، ورأتا الشيء ذاته على الدوام؛ أن المرأة التي كانت جميلة المظهر، والتي لم تدعهما تنسيان أنها كانت معلمة في مدرسة ما، كانت مع مرور كل شهر جديد تصير حركات أطرافها أبطأ وأصلب، ويصير كلامها أغلظ وأكثر إزعاجا، وأنه ما من شيء يمكنه مساعدتها.
صفحه نامشخص