كنز الفوائد
كنز الفوائد
لم يزل لله فينا حجة * ذاك على عهد ابرهم * نعرف الله وفينا شيمة * صلة الرحم ونوفى بالذمم * يزل لله فينا حجه يدفع الله بها عنها النقم * ولنا في كل دور كرة * نعرف الدين وطورا في العجم * فإذا ما بلغ الدور الى * منتهى الوقت اتى الطين قدم * بكتاب فصلت آياته * فيه تبيان احاديث الامم * فلما اصبح عبد المطلب جمع بنيه وارسل الحرث ابنه الاكبر الى اعلى جبل أبي قبيس فقال انظر يا بني ماذا ياتيك من قبل البحر فرجع فلم ير شيئا فارسل واحدا بعد آخر من ولده فلم ياته أحد منهم عن البحر بخبر فدعا ولده عبد الله وانه لغلام حين ايفع وعليه ذؤابه تضرب الى عجزه فقال له اذهب فداك أبي وامى فاعل أبا قبيس وانظر ماذا ترى يجئ من البحر فنزل مسرعا فقال يا سيد النادي رايت سحابا من قبل البحر مقبلا يسفل تارة ويرتفع اخرى ان قلت غيما قلته وان قلت جهاما خلته يرتفع تارة وينحدر اخرى فنادى عبد المطلب يا معشر قريش ادخلوا منازلكم فقد اتاكم الله بالنصر من عنده فاقبلت الطير الابابيل في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران فكان الطائر الواحد يقتل ثلاثة من اصحاب ابرهة كان يلقي الحجر في قمة راس الرجل فيخرج من دبره وقد قص الله تبارك وتعالى نباهم فقال سبحانه * (الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول) * السجيل الصلب من الحجارة والعصف ورق الزرع وماكول يعنى كانه قد اخذ ما فيه من الحب فاكل وبقي لا حب فيه وقيل ان الحجارة كانت إذا وقعت على رؤسهم وخرجت من ادبارهم بقيت اجوافهم فارغة خالية حتى يكون الجسم كقشر الحنظلة وباسناده عن ابن جمهور رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثني علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن الطائي قال حدثني عمر بن بكر عن أحمد بن القاسم عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما ظفر سيف بن ذي يزن واسمه النعمان بن قيس بالحبشة وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه واله بسنتين اتته وفود العرب واشرافها وشعراؤها تهنيه وتمدحه وتذكر ما كان من حسن بلائه وطلبه بثار قومه فاتاه فيمن اتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم وامية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد بن اسد بن عبد العزى في اناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعا فإذا هو في راس غمدان وهو الذي ذكره امية بن الصلت في قصيدته حيث تقول اشرب هنيئا عليك التاج * مرتفعا في راس غمدان * دارا منك محلالا * فدخل الاذن فاخبره بمكانهم فاذن
--- [ 83 ]
صفحه ۸۲