في ذلك ان الملحدين ومن نفى الصانع من العرب كانوا ينسبون ما ينزل بهم من افعال الله تعالى كالمرض والعافية والجدب والخصب والغناء الى الدهر جهلا منهم بالصانع جلت عظمته ويذمونه في كثير من الاحوال من حيث اعتقدوا انه الفاعل بهم هذه الافعال فنهاهم النبي صلى الله عليه واله عن ذلك وقال لهم لا تسبوا من فعل بكم الافعال ممن يعتقدون انه هو الدهر فإن الله تعالى هو الفاعل لهذه الافعال وإنما قال ان الله هو الدهر من حيث نسبوا الى الدهر افعال الله تعالى وقد حكى الله تعالى عنهم قولهم ما هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وقال لسيد في قروم سادة من قومه نظر الدهر إليهم وابتهل أي دعا عليهم (قصيدة في الاداب والامثال لابن دريده) (ما طاب فرع لا يطيب اصله) (حمى مؤاخاة اللئيم فعله) (وكل من آخا لئيما مثله) (من يشتكى الدهر يطل في الشكوى) (فالدهر ما ليس عليه عدوى) (مستشعر الحرص عظيم البلوى) (من امن الدهر اتى من مامنه) (لا تستثر ذا لبد من مكمنه) (وكل شئ يبتغى من معدنه) (لكل ناع ذات يوم ناعى) (وإنما السعي بقدر الساعي) (قد يهلك المرعى عنف الراعى) (من يترك القصد تضق مذاهبه) (دل على فعل امرئ مصاحبه) (لا تركب الامر وأنت عائبه) (من لزم التقوى استبان عدله) (من ملك الصبر عليه عقله) (نجا من العير وبان فضله) (يجلو اليقين كدر الظنون) (والمرء في تقلب الشئون) (حتى توفاه يد المنون) (يا رب حلو سيعود سما) (ورب حمد سيحوز ذما) (ورب روح سيصير هما) (من لم تصل فارض إذ حباكا) (واوله حمدا إذا قلاكا) (أو اوله منك الذي اولاكا) (مالك إلا ما عليك مثله) (لا تحمدن المرء ما لم تبله) (والمرء كالصورة لو لا فعله) (يا ربما اورثت اللجاجة) (ما ليس للمرء إليه حاجه) (وضيق أمر يبتغ انفراجه) (ليس يقي من لم يق الله الحذر) (وليس يقدر امرؤ على القدر) (والقلب يعمى مثلما يعمى البصر) (كم من وعيد يخرق الاذانا) (كانما يعنى به سوانا) (اصمنا الاهمال بل اعمانا) (ما افسد الخرق وساء الرفق) (وخير ما انبأ عنك الصدق) (كم صعقة دل عليها البرق) (لكل ما يؤذى وان قل الم) (ما اطول الليل على من لم ينم) (وسقم عقل المرء من شر السقم) (اعداء عيب اخوة التلاقي) (يا سواتا لهذه الاخلاق) (كانما اشتقت من النفاق) (انف الفتى وهو صريم اجدع) (من وجهه وهو قبيح اشنع) (هل يستوى المحظوظ والمضيع) (ما منك من لم يقبل المعاتبة) (وشر اخلاق الفتى المؤاربة) (ينجيك مما نكره المجانبه) (متى تصيب الصاحب المهذبا) (هيهات ما اعسر هذا المطلبا)
--- [ 12 ]
صفحه ۱۱