کلیسای آنتاکیه
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
ژانرها
ولكن هذا العرف لم يمنع الأجانب المقيمين في الأراضي الرومانية من ممارسة طقوسهم الخاصة والتعبد لآلهتهم. ثم جاء عصر الفتوحات والتوسع، وتلاه عصر آخر منحت فيه رومة حقوق المواطنين إلى غير المواطنين الرومانيين، فأصبحت آلهة الرومانيين آلهة الشعوب الداخلة في حكم رومة، وباتت آلهة هؤلاء الشعوب محترمة معترفا بها في الأوساط الحاكمة، وتمت معادلات بين الآلهة، فأصبح جوبيتر الرومان زفس اليونان، وتعبد اللبنانيون القدماء إلى جوبيتر في بعلبك تعبدهم إلى هدد بعل هذه المدينة السابق؛ ولكن إله اليهود والنصارى لم يكن إله قوم معين كسائر الآلهة، بل إلها لا إله إلا هو، ولم يكن دينهم دين قوم واحد كسائر الأديان، بل الدين الحقيقي الذي ليس بعده دين؛ وعلى الرغم من هذا التفرد في العقيدة والخروج على المألوف، فإن السلطات الرومانية اعترفت عند الفتح بكيان الدين اليهودي، واعتبرته دينا شرعيا
Religio licita ، وغضت النظر في غالب الأحيان عن الدخول في هذا الدين خارج رومة وأوساطها العالية، ولم تضيق على من قال بإله واحد، ما دام هذا القول لم يتبعه اختتان وانتماء ظاهر إلى الجاليات اليهودية، ولم تكترث هذه السلطات بادئ ذي بدء للنصرانية، فاعتبرتها فرقة من فرق اليهود، وهذا كان موقف بيلاطس في أوروشليم وزميله غاليو
Gallio
في آخية، عندما نظر في شكوى يهود كورينثوس على بولس، ولكن اليهود أبوا أن يتمتع النصارى بامتيازاتهم الخاصة، فأبانوا الفروق بينهم وبين أتباع المسيح، فتفتحت أعين السلطات وبدأ الارتياب والظن.
8
وقضى تيطس على ثورة اليهود في فلسطين، ودمر الهيكل في أوروشليم في السنة 70، فظن أنه أصاب عصفورين بحجر واحد؛ اليهود والنصارى الذين تفرعوا عنهم.
9
وجاء دوميتيانوس (81-96)، فجبى ضريبة الهيكل من اليهود، وممن «عاش عيشتهم وإن لم يكن أصله منهم»، فأدى ذلك إلى التفتيش الدقيق عن المسيحيين، وإلى تدوين أسمائهم وإكراههم على دفع الذيذراخمة
Didrachma
ضريبة الهيكل، وإرسالها إلى صندوق
صفحه نامشخص