کلیسای آنتاکیه
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
ژانرها
وقد غالى بعض العلماء في النقد، فقالوا بثيوفيلوسين أحدهما أسقف أنطاكية والآخر صاحب الرسائل التي أشرنا إليها، واستدلوا على ذلك بالإشارة الواردة إلى وفاة مرقس أوريليوس في الرسالة الثالثة، فقالوا إن تاريخ هذه الوفاة أمر تاريخي ثابت يجب الابتداء به والبنيان عليه؛ فمرقس هذا توفي في السابع عشر من آذار سنة 180، وثيوفيلوس الأسقف توفي بموجب رواية أفسابيوس في السنة 178، فلا يجوز والحالة هذه أن يقال إنه هو صاحب هذه الرسائل، وآثروا القول بثيوفيلوس آخر عاش بعد الأسقف الأنطاكي.
65
وقد فات هؤلاء أن أفسابيوس الذي يستمسكون بروايته يقول بصراحة إن واضع هذه الرسائل هو ثيوفيلوس أسقف أنطاكية، ويرى العلامة الأب بردي أن أفسابيوس أخطأ في تاريخ وفاة ثيوفيلوس الأسقف، وأنه أقرب إلى الحقيقة أن يكون هذا الأسقف قد توفي في السنة 185 لا 178.
66
وليس لدينا من مصنفات هذا الأسقف الباسل سوى رسائله الثلاث إلى أوتوليكوس، ولا نعلم من هو أوتوليكوس، فقد يكون شخصا حقيقيا ألف ليسخر من الدين المسيحي، وقد يكون شخصا وهميا جعل منه الأسقف هدفا للنصح والإرشاد.
67
وقد جاء في رسالة ثيوفيلوس الأولى إلى أوتوليكوس أن أوتوليكوس هذا كان أحد أصدقائه الوثنيين، الذين مجدوا آلهتهم وأنبوا ثيوفيلوس لاعتناقه العقيدة النصرانية، وهزءوا من إلهه غير المنظور ومن قيامة الموتى، قائلين إنهم لم يروا ميتا عاد إلى الحياة، فيجيبهم ثيوفيلوس: إن الله روح لا يراه إلا المؤمن، ولا يجده إلا نقي القلب ولا يوصف لأنه يفوق البصيرة، وإذا كنا لا نبصره فإننا نلمس وجوده بمظاهر عنايته وتدبيره.
68
ثم ينتقل هذا الأسقف الباسل إلى قيامة الموتى فيتذرع بالإيمان فيقول: أليس من الضروري أن نثق بالطبيب الذي يعالجنا ، والمعلم الذي يعلمنا ، والربان الذي يقود سفينتنا؟ فأحرى بنا أن نؤمن بما يقوله الله لنا، الإله الحق لا آلهة الوثنيين المزورة.
69
صفحه نامشخص