کامل منیر (جلد اول)

قاسم رسی d. 246 AH
83

کامل منیر (جلد اول)

الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

ژانرها

علوم قرآن

وأما قدم الهجره: فإن الله عز وجل يقول:{والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا}[الأنفال/72].

فعلمنا أن من صرف هذه الصفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم من الحكمة، وحسن الصفة، والقيام بما أولاه الله من أمر خلقه، ووصفه بغير ذلك فزعم أنه أهمل الناس وتركهم يثب بعضهم على بعض(1)، ويظلم بعضهم بعضا أنه قد أظهر المحادة لله، والعداوة له ولرسوله، والإزراء عليه، وأضاف الذم إليه، ونفى المدح عنه، وأنه إنما قصد الله بسوء الثناء، وسوء التدبير، ووصف غيره بحسن الثناء، وحسن التدبير، فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

[الكلام على زعم الخوارج أن رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم مضى وعنده ما تحتاج إليه الأمة]:

وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يوص إلى أحد، ومضى وعنده علم ما تحتاج إليه الأمة من حلالها وحرامها، ومعرفة مواريثها وصدقاتها، وطلاقها، وقسم فيها، وشرائع حججها، وعلم أحكامها في النوازل التي نزلت من بعده فيها، وعلم ناسخ القرآن ومنسوخه، والمعمول به من ذلك من محكمه ومتشابهه، وتنزيله وتأويله أحوج ما كانوا إلى قائم يقوم فيهم من بعده يفزعون إليه في هذا كله حتى لا يكون في دين الله اختلاف ولا شبهة تخاف لذمة تبارك وتعالى، والاختلاف ونهيه عنه؛ إذ يقول:{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}[آل عمران/3].

وقال:{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}[الأنعام/159].

صفحه ۸۳