کمال الدین و تمام النعمه - الجزء 1
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
ژانرها
ويظهر وهو في الغار مستتر ولم ينقض ذلك نبوته وكذلك الإمام يكون إماما وإن كان يستتر بإمامته ممن يخافه على نفسه ويقال لهم ما تقولون في أفاضل أصحاب محمد(ص)والمتقدم في الصدق منهم لو لقيتهم كتيبة المشركين يطلبون نفس النبي(ص)فلم يعرفوه فسألوهم عنه هل هو هذا وهو بين أيديهم أو كيف أخفي وأين هو فقالوا ليس نعرف موضعه أو ليس هو هذا هل كانوا في ذلك كاذبين مذمومين غير صادقين ولا محمودين أم لا فإن قلتم كاذبين خرجتم من دين الإسلام بتكذيبكم أصحاب النبي(ص)وإن قلتم لا يكون ذلك كذلك لأنهم يكونون قد حرفوا كلامهم وأضمروا معنى أخرجهم من الكذب وإن كان ظاهره ظاهر كذب فلا يكونون مذمومين بل محمودين لأنهم دفعوا عن نفس النبي(ص)القتل.
قيل لهم وكذلك الإمام إذا قال لست بإمام ولم يجب أعداءه عما يسألونه عنه لا يزيل ذلك إمامته لأنه خائف على نفسه وإن أبطل جحده لأعدائه أنه إمام في حال الخوف إمامته أبطل على أصحاب النبي(ص)أن يكونوا صادقين في إجابتهم المشركين بخلاف ما علموه عند الخوف وإن لم يزل ذلك صدق الصحابة لم يزل أيضا ستر الإمام نفسه إمامته ولا فرق في ذلك ولو أن رجلا مسلما وقع في أيدي الكفار وكانوا يقتلون المسلمين إذا ظفروا بهم فسألوه هل أنت مسلم فقال لا لم يكن ذلك بمخرج له من الإسلام فكذلك الإمام إذا جحد عند أعدائه ومن يخافه على نفسه أنه إمام لم يخرجه ذلك من الإمامة.
فإن قالوا إن المسلم لم يجعل في العالم ليعلم الناس ويقيم الحدود فلذلك افترق حكماهما ووجب أن لا يستر الإمام نفسه.
قيل لهم لم نقل إن الإمام يستر نفسه عن جميع الناس لأن الله عز وجل قد نصبه وعرف الخلق مكانه بقول الصادق الذي قبله فيه ونصبه له وإنما قلنا إن الإمام لا يقر عند أعدائه بذلك خوفا منهم أن يقتلوه فأما أن يكون مستورا عن
صفحه ۴۹