واجتهاد ملوك الازمنة من أعدائهم في تكذيبهم، وتوفر دواعيهم إلى اظهار تخرصهم، لما في ثبوته من فساد أمرهم، ولزوم الحجة لهم، وتعذر ذلك على مر الزمان والى الان، برهان واضح على كونهم حججا لله تعالى وحفظة لدينه، لوقوف ذلك التخصيص على سبحانه كالانبياء (عليهم السلام)، اذ لم تجر العادة في أحد تقدم في علم وبرز فيه، الا ومن يضاف اليه معروف، ومن ينسب تعلمه منه مشهور، ومع ذلك فقصوره عن كثير من الاجوبة ظاهر وعجزه عند المعضلات حاصل، وانقطاعه حين المناظرة ثابت.
ويدل على امامتهم (عليهم السلام) ماحصل من تعظيمهم بعد الوفاة من الدائن بامامتهم والمخالف فيها، وقصد مشاهدهم من أطراف البلاد، والخضوع لتربهم، والتوسل إلى الله بحقهم، والعياذ بها من جبابرة الزمان، والامتناع بذمتها من أهل الطغيان، مع ارتفاع الرجاء والخوف عاجلا بشيء من ذلك، وحصول ضد هذه القضية في المتغلبين عليهم في امامة الايام(1) مع علو سلطانهم وكثرة أعوانهم، وخمول ذكرهم بعد الوفاة واندارس قبورهم بعد الممات، من الولى الدائن بخلافتهم فضلا عن العالم بضلالتهم، وهذا برهان واضح على منزلتهم عند الله وثبوت حجتهم لديه.
ومما يدل على امامتهم (عليهم السلام) ثبوت النص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن كل منهم على الذي يليه في الحجة وهو على ضربين: أحدهما نص على العدد المخصوص كقوله (صلى الله عليه وآله) للحسين (عليه السلام): " أنت امام " ابن امام، أخو امام، أبوأئمة حجج تسع، تاسعهم قائمهم أعلمهم أحلمهم أفضلهم " وقوله (صلى الله عليه وآله): " عدد الائمة بعدي عدد نقباء موسى ".
وحديث اللوح، وحديث الصحائف وحديث الخضر (عليه السلام)، وأمثال ذلك مما نقله محدثوا العامة، وأطبق
صفحه ۹۹