وهذا حديث الفيض: حدث به محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبد الرزاق:
30 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي، حدثنا الفيض الرقي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة "، فطلع رجل من الأنصار قد توضأ والماء ينطف لحيته, قد تعلق نعله في يده الشمال, قال: ثم اليوم الثاني قال: فطلع ذلك الرجل، قال: ثم اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل في مثل تلك الهيئة, فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه عبد الله بن عمرو، فقال: يا هذا إنه كان بيني وبين أبي ملاحاة، فأحببت أن لا أنام عنده ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك هذه الثلاث فافعل، قال أنس: فكان عند الله بن عمرو يحدث أنه أقام عنده ثلاث ليال، قال: فما رأيت شيئا كان ينام الليل كله غير أنه كان إذا قام من الليل ذكر الله وحده، قال: وما سمعت يذكر في تلك الثلاث ليالي خيرا، قال: فلما مضت الثلاث، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا هذا، إنه لم يكن بيني وبين أبي هجرة ولا غضب، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فيك كذا وكذا فأحببت أن أقتدي بك، وآخذ عنك، فلم أر شيئا، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت؛ غير أني ليس في قلبي غش لمسلم، ولا لأحد، ولا أحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، قال: قلت: هي التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق .
صفحه ۳۰