وكطاوس بن كيسان في فضله وورعه وزهده وعبادته وعلمه وقِدَمِ صُحْبَتِهِ عبدَ الله بن عباس رحمةُ الله عليهما؛ يرى استعطافه بالهدية إليه ليُفيدَ ابنه من علمه وليمكِّنه من الاقتباس منه.
وكان أيوب بن أبي تميمة السختياني في فضله وورعه وأمانته على الدين وأهله يشهد له بالثقة على ما رَوَى وحَدَّث، وينكر تهمة من يتَّهمه على ما (١) يتهمه.
وكشهر بن حوشب وأَمْرِه من سَأَلَهُ عنه بالأخذِ عنه؛ في غيرهم ممن يُتعب إحصاؤهم من أهل الفضل، ممّن يقرظه ويمدحه في دينه وعلمه بالشهادة (٢) بعضهم تثبت للِإنسان العدالة ويستحق من المسلمين جواز الشهادة؛ ومن ثبتت له منهم العدالة وجازت له منهم الشهادة لم تُجرح شهادته، ولم تسقط عدالته بالظِنَّةِ والتهمة، وبأن فلان (٣) قال لمولاه: [لا] تكذب عليَّ كما كذب فلان على فلان، وما أشبه ذلك من القول الذي له وجوه وتصاريف ومعانٍ غير الذي يوجهه (٤) إليه أهل الغباوة ومن لا علم له بتصاريف كلام العرب!
وأتعجَّب كلَّ العجب مِمَّن عَلِمَ حال عكرمة ومكانه من عبد الله بن عباس وطول مكثه معه وبين ظهرانَيْ أصحاب رسول الله ﷺ؛ ثمَّ مَنْ بَعْدَ ذلك من خيار التابعين والخالفين وهم له مقرِّظون، وعليه مُثْنون، وله في
_________
(١) الأصل: من؛ ولكن أصلحها الناسخ فيما يظهر.
(٢) كذا بالأصل. وفي "مقدمة الفتح": ما بشهادة بعضهم. وهو الأقرب.
(٣) كذا بالأصل، والوجه: فلانًا.
(٤) الأصل: توجهه؛ وفي "مقدمة الفتح": وجهه.
1 / 36