جزء در عدم صحت آنچه از بلال بن رباح رضی الله عنه نقل شده که در اذان جایگزینی کرده است
جزء في عدم صحة ما نقل عن بلال بن رباح رضي الله عنه من إبداله الشيء في الآذان شيئا
پژوهشگر
جمال عزون
ناشر
دار البشائر الإسلامية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1423 هـ / 2002 م
محل انتشار
بيروت / لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد | وعلى آله وصحبه أجمعين .
سؤال سأله الإمام الحافظ إبراهيم بن محمد بن محمود الناجي | صورته :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات :
صفحه ۲۱
ما قول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين عن | سيدنا بلال الحبشي المؤذن الراتب لرسول الله [ & ] ، هل كان يقول في | الشهادتين إذا أذن أو أقام : ' أسهد ' بالسين المهملة بدل الشين | المعجمة ، ويقره الشارع ولا يستبدل غيره من الفصحاء ، لا سيما يوم | فتح مكة إذ أمره أن يؤذن الظهر فوق ظهر الكعبة بحضرة أهل مكة | والصحابة ، ولم يعبه أحد من المشركين ولا المسلمين قديما ولا | | حديثا بكونه ألثغ ، إنما عيره أبو ذر الغفاري لما سابه بأمه السوداء | واسمها حمامة ، والقصة مشهورة في ' الصحيحين ' ، وكذا قال له | عبد الرحمن بن عوف يوم بدر لما أراد أن يبطش بأسيريه أمية بن خلف | | وابنه : ' أتسمع يا بن السوداء ؟ ' كما في ' السيرة ' .
وهل قال المصطفى : ' إن سين بلال عند الله شين ' أو معنى هذا | اللفظ ، كما يلهج به كثير من الذين لا إلمام لهم بهذا الفن أو يجزمون | بنقله كأنه صحيح متواتر ، والغرض أن أكثر الأئمة لم يذكروه بالكلية | حتى ولا في الموضوعات والواهيات لكونه من المولدات .
نعم ذكر شيئا منه الشيخ موفق الدين بن قدامة في الأذان من كتابه | ' المغني ' بصيغة التمريض من غير عزو ولا مستند ، ثم أخذه عنه | تقليدا ابن أخيه شمس الدين ابن أبي عمر في شرح كتابه : | ' المقنع ' ، ولا أدري من تبعهما .
صفحه ۲۳
وقد نبه الإمام العلامة الحافظ المحقق عماد الدين ابن كثير على | | ذلك ، فقال في ترجمة سيدنا بلال من ' تاريخه ' : ' وكان ندي الصوت | حسنه فصيحة - قال - : وما يروى : إن سين بلال عند الله شين ، | فليس له أصل ولا يصح ' .
وقال قبل هذا في خدام سيد الأنام :
' ومنهم بلال وكان من أفصح الناس لا كما يعتقده بعض الناس أن | سينه عند الله شين ، حتى أن بعضهم يروون في ذلك حديثا لا أصل له | عن رسول الله [ & ] : إن سين بلال عند الله شين ' ، انتهى .
فهل ما قاله هذا الجهبذ الناقد الحجة صحيح أم لا ؟
وأين أصل هذا في الكتب أو الأجزاء ؟
وإن كان في بعض خبايا الزوايا بسند أو مستند يعتمدان في | الأحكام لا سيما في مثل سيد المؤذنين بحضرة سيد الأولين والآخرين | والموافقين والمخالفين ، وإلا فلينبه عليه ويحرر أمره إذ ليس بالهين .
أفتونا مأجورين ، وابسطوا لنا الجواب محررا من مظانه ، معزوا | بميزان الإنصاف والترجيح ، فإن الضرورة داعية إلى ذلك ، وهذا العلم | دين ، والزمان قد كثر فيه الكلام بلا علم ، أبقاكم الله البقاء الجميل ، | وأحياكم للمسلمين . | |
صفحه ۲۴
الجواب
الحمد لله ، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، وصل | وسلم على سيدنا محمد عبدك ورسولك ونبيك .
هذه المسألة ليس المسؤول عنها بأعلم من السائل فيها ؛ فإن | السائل عالم فاضل محدث محرر متقن معتمد على كلامه فيما ينقله | ويسنده ، لأنه خدم هذا العلم بقلمه ولسانه ، وطالع كثيرا من كتبه | بتحرير وإتقان ، وقد كفى في سؤاله المشروح أعلاه عن الجواب فإنه | أوضح ذلك غاية الإيضاح .
صفحه ۲۵
وسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه كان فصيحا بليغا حسن | الصوت ، انتخبه سيدنا رسول الله [ & ] من بين جماعة من الصحابة لهذه | الرتبة السنية ، وقال لعبد الله بن زيد صاحب الرؤيا : ' ألق عليه الأذان | فإنه أندى صوتا منك ' ، ولم ينقل إلينا عن أحد من الصحابة ممن | | سمعه يؤذن تلك المدد المتطاولة في زمن النبي [ & ] ولا بعده أنه حكى | عنه هذه اللثغة المشار إليها ، ولو كانت فيه لتوفرت الدواعي على نقلها | فإن مثلها لا يسكت عنه .
ولم يكن رسول الله [ & ] الصادق الأمين المبين الحلال والحرام | يقره على ذلك ولا يرتضي أن يجهر بهذا الشعار الذي امتاز به أهل | الإسلام على كيفية ناقصة ، وخصوصا مع وجود أعداء الدين من مشركي | العرب وكفار قريش واليهود والنصارى ونحوهم من المنافقين وأهل | الضلال ، ولو سمع أحد منهم هذه اللفظة المشار إليها لعابوها وتناقلوها | في مجالسهم ، فإنهم كانوا في غاية الاجتهاد على تحصيل ناقصة يثملون | بها كمال هذا الدين القويم ، وينتقصون بها أحد المسلمين وخصوصا | مثل سيدنا بلال الذي لم يفعل ذلك إلا بأمر رسول الله [ & ] ، ويعلن | بذلك جهرة على الأمكنة العالية ليظهر به شعار المسلمين ويغيظ به | الكافرين ، وأعظم ذلك أذانه على ظهر الكعبة في أشرف الأيام وأفخرها | واجتماع الخلائق من كل فريق ، معاذ الله أن ترتضى هذه الناقصة | لسيدنا بلال ، فإنها ليست مخصوصة به بل متعلقة بدين الإسلام ، فمن | اعتقدها أثم إثما عظيما .
صفحه ۲۶
وإن استند إلى ما ذكره الشيخ موفق الدين ابن قدامة الحنبلي في | كتابه ' المغني ' ومتابعة ابن أخيه الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر في | ' شرح المقنع ' ومن نحا نحوهما ، فليس ذلك بمستند ولا معتمد ، | فإنه قال في كتابه ' المغني ' في فصل : ' يكره اللحن في الأذان ، فأما إذا | | كان ألثغ لثغة لا تتفاحش جاز أذانه ، فقد روي أن بلالا كان يقول : | ' أسهد ' بجعل الشين سينا ' ، انتهى .
فيقال له : الشيخ موفق الدين لا ينكر علمه ولا فضله ودينه | وخيره وخبرته بعلم الحديث ، وهو معدود من الحفاظ المتقنين ، | وكتابه المذكور من أعظم الكتب وأنفعها ، لكنه تساهل فيه | بإيراد أحاديث وأخبار ضعيفة بل موضوعة لا يعرف لها أصل | ولم ينبه عليها ، وهو تابع في هذا الصنيع لغالب العلماء المتقدمين ، | فإنهم يستدلون بأحاديث ضعيفة بل واهية بل موضوعة ، ويوردونها في | مصنفاتهم ويسكتون عليها ، ويتركون التنبيه عليها لأصحاب هذه | الصناعة وهم أئمة الجرح والتعديل ، والذين أقامهم الله تعالى صيارفة | لدينه ينقدون جيده من مغشوشه ، وصحيحه من سقيمه ، ويبينوه | بأوضح بيان .
صفحه ۲۷
وهذا الفعل لم ينقص به فاعله عن رتبة العلم ، فقد وقع ذلك في | مصنفات الكبار مثل ' موطأ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه ' ، فإن | فيه البلاغ والمرسل ، ومثل ' تصانيف الإمام الشافعي رضي الله عنه ' | فيها الضعيف ، ومثل ' مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ' | - وغيره من كتبه - الذي هو من أجل الكتب الحديثية وأعظمها فيه | الضعيف بل والواهي ، وكذلك ' مصنف شيخه عبد الرزاق ' ، و ' مصنف | ابن أبي شيبة ' ، و ' مسند الطيالسي ' ، و ' مسند الدارمي ' ، و ' مسند | | أبي يعلى ' ، و ' مسند البزار ' ، و ' معاجم الطبراني ' ، و ' كتب | الدارقطني ' ؛ وأبي نعيم ك : ' الحلية ' ، و ' كتب ابن منده ' ، و ' كتب | الخطيب ' ، وغيرهم من الأئمة أصحاب الكتب المشهورة التي هي | مصنفة في هذا الفن الحديثي .
وأما كتب الفقه على كثرتها من سائر المذاهب وأصحابها أئمة | فهي مشحونة بمثل ذلك ، فلا نقص يلحق الشيخ موفق الدين ومن تبعه ، | لكن كان الأكمل لهم التنبيه على مثل ذلك كما فعل أستاذ المتأخرين | الشيخ محيي الدين النووي رضي الله عنه وأرضاه ، وجزاه عن دين | الإسلام أفضل الجزاء ، وقد تابعه جماعة من المتأخرين بعده على ذلك | رضي الله عنهم ، ولكل امرئ ما نوى .
فإن استند قائل ذلك إلى ما أشار إليه : ' إن سين بلال عند الله | شين ' ، فهو استناد إلى غير مستند ، فإن هذا كلام يتناقله الجهال بعلم | الحديث على ألسنتهم ، ويزعموه حديثا وينسبوه إلى النبي [ & ] ، وليس | هو بحديث ، فقد تتبعته في غالب كتب الحديث والأجزاء والمرويات | والتواريخ فما رأيته ، ولا علمت أحد صرح بإسناده حتى ولا في الكتب | الواهيات والموضوعات .
وقد صدق الشيخ العلامة الحافظ القدوة المتقن المحقق عماد | الدين ابن كثير في قوله : ' ليس له أصل ولا يصح ' ؛ فمن زعم أن له | أصلا بإسناد ينقل أو في كتاب معتمد فليظهره لنا لنبين له فيه الفساد ، | ونرشده إلى المراد ، ومن يضلل الله فما له من هاد . |
صفحه ۲۸
قاله ورقمه الفقير إلى عفو ربه محمد بن محمد الخيضري | الشافعي ، غفر الله ذنوبه بمنه وكرمه ، آمين .
والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه | وسلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . |
صفحه ۲۹