Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
62

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

ژانرها

وقبل الحديث عن نماذج من الأوقاف في العصر الأيوبي يمكن تسجيل الملاحظات الآتية على حركة الوقف في تلك الحقبة الذهبية من تاريخنا الوقفية: ١. إن الوقف كان يمثل ركيزة مهمة من ركائز ازدهار الدولة الأيوبية، وعاملًا مهمًّا من عوامل محبة الرعية لحكامها والتفافهم حول القيادة الأيوبية. ٢. إن الأوقاف كانت تمثل العمود الفقري للمؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية. ٣. إن القادة الأيوبيين وأسرهم كانوا يمثلون القدوة الحسنة لرعاياهم في أعمال البر والإحسان. ٤. إن رعاية المذاهب الفقهية الأربعة كان يمثل أولوية بالنسبة للدولة الأيوبية؛ فكثفت الأوقاف لصالحها وخدمة أهدافها. ٥. تنوع الأوقاف وتعدد مصارفها؛ بحيث شملت كلَّ الشرائح التي تحتاج إلى مساعدة. ٦. ازدهار الوقف على الخانقاوات والزوايا والرُّبط. ٧. كان المدينة القدس النصيب الأوفر من الاهتمام الوقفي في هذا العصر إلى جانب الحرمين الشريفين. ٨. كان الجهاد وفكاك الأسرى يمثل مصرفًا مهمًا من مصارف الوقف في العصر الأيوبي. ٩. كانت للنساء بصمات واضحة في حركة الوقف في العصر الأيوبي. ١٠. إن الأوقاف الأيوبية قامت بدور فاعل ونشط في كل المناطق التي خضعت لسيطرتهم في مصر والشام واليمن والحرمين الشريفين. لقد كان صلاح الدين الأيوبي صاحب فكر مبدع في مختلف المجالات، وعلى رأسها الوقف، فكان أول من وقف الأوقاف للأمهات المرضعات؛ حيث وقف في دمشق وقفًا فريدًا في رسالته، أُطلق عليه وقف: نطفة الحليب، حيث جعل في أحد أبواب القلعة ميزابًا يسيل منه الحليب، وآخر بجواره يسيل منه الماء المذاب فيه السكر، وعيّن للأمهات المرضعات يومين في الأسبوع ليأخذن خلالهما من الوقف حاجتهن من الحليب والسكر (^١).

(^١) انظر: الطفولة في ظل الحضارة الإسلامية، د سلامة محمد البلوي، سلسلة اللمسات الإنسانية في الحضارة الإسلامية رقم ١، مكتبة الصحابة، الشارقة، ٢٠٠٣ م، ٣٦.

1 / 77