تلاشهای مسرحی قبانی در مصر
جهود القباني المسرحية في مصر
ژانرها
ومهما يكن من أمر نسبة تأليف هاتين المسرحيتين لإبراهيم الأحدب، إلا أن موضوع كل منهما - المعتمد على التراث التاريخي - يمثل فحوى رسالة القباني المسرحية، كما أن عرضهما من قبل فرقة القباني مثل نجاحا كبيرا أضيف إلى نجاح عروضه الأخرى - في هذه الفترة - من رصيده الدرامي، وهذا النجاح فاق نجاح الفرقة أيام وجود العالمة ليلى؛ حيث استطاع القباني أن يسيطر على العاصمة مسرحيا، فوقع اختيار الحكومة على فرقته كي تحيي ليلة الاحتفال بالجلوس السلطاني بحديقة الأزبكية - دليلا على نجاح الرسالة وتحقيق هدفها - من خلال عرضها لمسرحية «أسد الشرى»، بجانب من أحيى الحفل من المطربين، أمثال: عبده الحمولي والشيخ يوسف المنيلاوي ومحمد عثمان.
239
هذا التألق لفرقة القباني كان بفضل وجود جوقة الحسان بقيادة المطربة ملكة سرور، التي أشادت بها جريدة مصر يوم 4 / 10 / 1897، قائلة: «أحسن جوق أبي خليل التمثيل أمس في تياترو حلوان، وراقت للجمهور نكات أحد الممثلين وهزله الرقيق، حتى إنهم أكثروا من التصفيق والاستحسان من ابتداء التمثيل إلى انتهائه، ولكن هذا كله لم يكن شيئا مذكورا عند التصفيق الهائل الذي ارتجت له جوانب الملهى مرارا وتكرارا حين برزت حضرة المطربة المبدعة السيدة ملكة سرور، وسحرت الألباب بما أوتيت من جمال الصوت والبراعة في التلحين وكمال الأدب، ولا ريب أن وجود مثل هذا الامتياز في جوق عربي يجعل إقبال الأدباء عليه محتما.»
كما أشادت بهذه المطربة الجريدة نفسها يوم 12 / 10 / 1897 قائلة: «لم يبق ريب في أن حضرة الأستاذ أبي خليل صاحب جوق التمثيل المعروف باسمه قد خدم أصحاب الذوق ومحبي الأنس في أنه كلف حضرة المطربة المبدعة السيدة ملكة سرور تشنيف الآذان بألحانها، فإن الإقبال على هذا الجوق بعد أن اشتهر وجود هذه السيدة الكريمة فيه قد زاد إلى حد يوجب المسرة، ولنا أمل أن يظل على ازدياد.» وبفضل هذه المطربة استطاعت فرقة القباني امتلاك ناصية الفن المسرحي شهرين كاملين، وبدأت الصحف تشيد بعروضها ومدح ممثليها أمثال: أحمد أبي العدل وهيلانة سماط. وبدأت عروض الفرقة تأخذ شكلا فنيا جديدا أحسنت الصحف وصفها.
240
منافسة شرسة
لم تستطع الفرق الأخرى مجابهة نجاح القباني أو الحيلولة من تقدمه، فهرعت كل فرقة تتلمس رزقها في الأقاليم، بعد أن سيطرت فرقة القباني على العاصمة. فميخائيل جرجس - صاحب جوق السرور - اختار محافظة أسيوط لعرض مسرحياته،
241
بينما اختار إسكندر فرح محافظتي المنيا وأسيوط أيضا.
242
صفحه نامشخص