تلاشهای مسرحی قبانی در مصر
جهود القباني المسرحية في مصر
ژانرها
وإذا أردنا الحديث عن مسرحية «الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح»، سنعيد حديثنا السابق عن مسرحية «نفح الربى»؛ لاشتراكهما في جميع الظروف والملابسات؛ فمسرحية «الشيخ وضاح» - مسرحية جديدة - لم يعرضها القباني طوال تاريخه إلا أربع مرات فقط! ثلاث منها في شهري يوليو وأغسطس 1884م، والأخيرة بعد ذلك بخمس سنوات عام 1889م.
111
وهو أسلوب محير لم تعهده الفرق المسرحية في تلك الفترة، مما يدل على أنها - ربما - مسرحية أخرى من رصيد القباني الدرامي، عرضها باسم آخر فيما بعد، أو أن أحد الاحتمالات المذكورة عن مسرحية «نفح الربى» - التي تحدثنا عنها سابقا - ينطبق عليها. وللأسف لم تنشر الصحف ملخصا عنها أو عن مغزاها أو عن فكرتها. كذلك لم نطلع على نص المسرحية الذي يحتفظ به الدكتور نجم - كاحتفاظه بنص «نفح الربى» أيضا - منذ أربعين سنة؛ حتى نعرف حقيقة الأمر.
112
عروض زيزينيا
أصبح رصيد فرقة القباني الدرامي ثماني مسرحيات، تضمن الفرقة لها نجاحا مقبولا عند عرضها على مسرح زيزينيا؛ لذلك بدأت الفرقة تعيد عرض هذا الرصيد مرارا وتكرارا - لتتمكن من إتقانها - في مقهى الدانوب، الذي تحول اسمه إلى «نادي الروايات العربية» دلالة على نجاح العروض الممثلة. وربما أراد القباني تعضيد هذا النجاح بمساندة رسمية حكومية، فنظم قصائد مادحة في خديوي مصر «محمد توفيق» ألقاها - القباني - بنفسه في نهاية عروضه المسرحية قبيل انتقاله إلى زيزينيا.
113
تكاتفت عدة عوامل قدرية وإدارية وفنية في نجاح عروض القباني بزيزينيا؛ فالعامل القدري تمثل في عدم وجود أية فرقة مسرحية - عربية أو أجنبية - في الإسكندرية في هذا الوقت - على قدر اجتهادنا في البحث - فكانت فرقة القباني الحصان الوحيد في مضمار الفن المسرحي. ويأتي العامل الإداري ليساند القدر في صالح القباني؛ حيث قام إسكندر فرح - أمين صندوق الفرقة - بعمل اكتتاب للجمهور من أجل مشاهدة خمسة عروض مسرحية بثمن إجمالي واحد، وهو المعروف بنظام الاشتراك، أي إذا كان ثمن العرض الواحد مبلغا محددا؛ فإن المشترك يدفع هذا المبلغ مخفضا في حالة دفعه مقدما الثمن الإجمالي للعروض الخمسة، وقام حبيب غرزوزي - اللبناني - ببيع هذه الاشتراكات في مكتبته، باعتباره أشهر متعهدي حفلات المسارح في الإسكندرية، وأشهر ناشر للنصوص المسرحية وبائعها في هذا الثغر.
أما العامل الفني فكان أقوى العوامل على الإطلاق؛ حيث قام المطرب عبده الحمولي بالغناء بين الفصول،
114
صفحه نامشخص