وعلى هذا النمط قصة مدرس في إحدى القرى مولع بالشراب لم يزل يدمن السكر حتى اعتزلته جميع الأسر ونفر منه تلاميذه، فنصح له صديق قائلا: «إنك تستطيع أن تجمع عندك تلاميذ القرية جميعا لو تركت الشراب، فلماذا لا تحاول وتجرب؟» فأجابه المدرس السكير: «على رسلك يا هذا، إنما أعطي الدروس لأجد الشراب، فهل تراني أترك الشراب لأعطي الدروس؟»
وقريب من هذا اللعب بالمقابلة قول القائل في تفاهة الحياة: «إنها نصفان نقضي نصفها الأول متطلعين إلى الثاني، ونقضي نصفها الثاني متأسفين على الأول!»
وسمع فولتير قصيدة روسو الشاعر الفرنسي الذي كتبها يوجه فيها الخطاب إلى الأجيال المقبلة، فعقب عليها قائلا: «هذا خطاب لا يصل إلى المرسل إليه.»
وللأجوبة المسكتة نصيب وافر من أساليب الضحك عند فرويد، وهذه أمثلة منها:
كان القيصر أغسطس يسيح في أرجاء ملكه فلمح شخصا يشبهه كل الشبه، فسأله: أكانت أمك تعمل في بيتنا؟
فأجابه الشبيه الجريء: كلا، بل كان أبي!
وكان بعض الوعاظ الأمريكيين ينادي بحقوق السود في بلد ليس فيه كثير من السود، فقال له رئيسه: لم لا تذهب إلى كنتكي حيث يقيم أصحابك؟ فسأله الواعظ المسئول: ألست يا مولاي تعمل لإنقاذ الأرواح من النار، فلماذا لا تذهب إلى جهنم؟!
ويتخلل الأمثلة كلها نوادر متفرقة تعتمد على الجناس اللفظي الذي لا ينقل من لغة إلى لغة ولا حاجة إلى نقله لكثرة هذه الفكاهات الجناسية في اللغات جميعا ولا سيما العربية، ثم يختم الرسالة بتلخيص لتقسيم المضحكات إلى ثلاثة أقسام: النكتة
Wit ، والهزل
Comic ، والدعابة
صفحه نامشخص