أما في أمريكا فإن الاهتمام ببناء السفن كان محدودا - لا شك نتيجة التوسع الأرضي داخل المساحات الهائلة في الولايات المتحدة - ولكن صناعة السفن كانت مهمة في موانئ نيوإنجلند الأمريكية خلال عصر السفن الخشبية، وحينما انتقلت السفن إلى عصر الحديد والصلب سبقت بريطانيا أمريكا بعدة عشرات السنين في هذا المضمار؛ نظرا لتطور صناعة الحديد والصلب الإنجليزية، ولم تنتقل أمريكا إلى السفن الجديدة إلا بعد بداية هذا القرن، وحتى بعد ذلك ظلت الولايات المتحدة متخلفة نسبيا؛ نظرا لاهتمام الصناعة الأمريكية بالتركيز على إنتاج الآلات والسيارات والقاطرات وغير ذلك من الإنتاج الصناعي. لكن احتياجات أمريكا للسفن الحربية والتجارية خلال الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى نمو سريع جدا لهذه الصناعة حتى أصبحت الصناعة الثانية بعد صناعة الطائرات، وفي عام 1943 بلغت الحمولة المنزلة إلى البحر 11,6 مليون طن. وقد هبط هذا الرقم إلى 75 ألف طن فقط عام 1955.
والسفن الأمريكية لا يمكن أن تنافس في السوق العالمي السفن الأخرى؛ لارتفاع الأجور في الولايات المتحدة؛ مما أدى بالحكومة إلى منح إعانات لصناع السفن الأمريكيين (قانون 1936). وتتركز صناعة السفن الأمريكية في خمس ترسانات على الأطلنطي: هي بوسطن، فيلادلفيا (ترسانتان)، بالتيمور، نيوبورت.
لكن ترسانات أمريكا أكبر مما تنتج من سفن تجارية؛ وذلك لأن جزءا من إنتاجها يذهب إلى الأسطول الحربي الأمريكي . كما أن الترسانات الأمريكية تقوم بعمليات إصلاح كبيرة أكثر من الدول الأخرى، فأرباحها السنوية من إصلاح السفن تبلغ 435 مليون دولار بالمقارنة ب 210 ملايين دولار في صناعة إصلاح السفن في الترسانات والأحواض البريطانية، وأحواض إصلاح السفن تختلف في نمط توزيعها عن ترسانات بناء السفن؛ إذ إن هذه الأحواض تميل إلى الانتشار على طول الطرق الملاحية الهامة بدلا من التركز في نقط محدودة، كما رأينا في مراكز الصناعة.
جدول 4-9: تحليل الأسطول العالمي، أرقام منتصف 1970، تشتمل على كافة السفن البحرية فوق حمولة مائة طن. أرقام الحمولة بآلاف الأطنان المسجلة.
الدولة
ناقلات البترول ٪ من مجموع أسطول الدولة
ناقلات خام المعادن وسلع الأحجام الكبيرة ٪ من مجموع أسطول الدولة
سفن البضائع العمومية ٪ من مجموع أسطول الدولة
أسطول السماكة ٪ من مجموع أسطول الدولة
سفن مختلفة الوظيفة ٪ من مجموع أسطول الدولة
صفحه نامشخص