جغرافیای اقتصادی و جغرافیای تولید زیستی
الجغرافيا الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي
ژانرها
ولا يعني هذا بالضرورة - كما سبق القول - أن كل الجماعات البشرية قد مرت في هذه المراحل أو الأنماط الثلاثة بحيث نجد كل المجموعات المعاصرة في مرحلة الصناعة، ويوضح شكل (
3-8 ) الأنظمة الاقتصادية المعاصرة على سطح الأرض.
شكل 3-8: أشكال الحياة الاقتصادية المعاصرة: (1) اقتصاديات متقدمة. (2) الحضارة الزراعية الشرقية. (3) الرعاة. (4) زراع الجبال. (5) زراع ورعاة. (6) زراع. (7) زراعة بدائية. (8) صيادون متخصصون. (9) صيادون وجماعون أوليون. (4-1) نمط الجمع
في عالمنا المعاصر جماعات ما زالت تعيش في عزلة جغرافية أدت بها إلى استمرار حياة قوامها الجمع، وهذه هي ما نسميها اليوم الجماعات البدائية، والحقيقة أن عدد هذه الجماعات محدود جدا. ومن الأمثلة على ذلك الإسكيمو في شمال أمريكا، والصيادون في تيرا دل فيجو وأقزام أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وجماعات أخرى متفرقة في جزر المحيط الهادي وأدغال أسام وغير ذلك من مناطق العزلة. وإذا وزعنا أماكن هؤلاء البدائيين على خريطة العالم لراعتنا المساحة الكبيرة التي يحتلونها، ولكن هذه المساحات في الواقع لم تظهر بعد أهميتها للعالم الصناعي إلا في صور محدودة - اكتشاف بعض موارد الثروة الصناعية مثل صحراء كلهاري والماس - ولكنها بلا شك تكون احتياطيا للزحف الاقتصادي العالمي إذا ما اشتدت الأزمة السكانية والغذائية والمعدنية. ومع كبر مساحة الأراضي التي يحتلها البدائيون إلا أن أعدادهم ضئيلة جدا. ومن أوضح الأمثلة على ذلك أن الإسكيمو يحتلون إقليما يمتد من جرينلاند إلى شرق سيبيريا يبلغ طوله قرابة عشرة آلاف كيلومتر، ومع ذلك؛ فإن كل عددهم لا يتجاوز خمسين ألفا، بل حسب الإحصائيات الدقيقة 43 ألفا فقط. والأمثلة المماثلة كثيرة.
ويقوم هؤلاء البدائيون بنشاط اقتصادي منوع، ولكن كله ينطوي تحت ثلاثة أقسام: أولها: جمع الثمار والنباتات التي تنمو بريا. والثاني : صيد الحيوان البري. والثالث: صيد الأسماك والحيوانات البحرية «مثل عجل البحر أو الحوت». والغالب أن جماعات صيد الأسماك والحيوانات البحرية جماعات متخصصة في هذه الحرفة، ولا بأس من جمع النباتات كعمل ومورد غذائي إضافي تقوم به النساء غالبا. وفي جماعات الصيد البري؛ فإن الرجال يتخصصون في عمليات الصيد الخطيرة، هذا بالإضافة إلى صيد أسماك نهرية إذا وجدت مصادر قريبة، وتقوم النساء بجمع النباتات. ومن الطبيعي أن مثل هذا النشاط غايته الحصول على الغذاء فقط، وبالكاد يفلحون في ذلك. ومن ثم فإن دراسة نشاط هذه الجماعات لا يدخل في نطاق دراستنا لصعوبة الحصول على أية أرقام، وتهم دراستها علوم إنسانية أخرى كالإنثروبولوجيا الحضارية أو تاريخ النظم الاقتصادية. (4-2) نمط الزراعة وتربية الحيوان
أما الزراعة فقط كشف عنها في الشرق الأوسط، ويرجع تاريخ أقدم كشف عن الزراعة إلى حوالي الألف الثامنة ق.م في قرية أريحا على نهر الأردن، وقد تكون هناك مناطق عرفت الزراعة قبل أريحا، ولكن البحث لم يهتد إليها، وفي مصر والعراق وإيران كانت الزراعة أحدث نسبيا، بين 6000 و5000ق.م وفي حوض السند أحدث من ذلك. وربما كانت في الصين حوالي 4000ق.م وفي الدانوب وأوروبا الوسطى بين 4000 و2000ق.م وفي أمريكا الوسطى حوالي 2000ق.م.
ومع الزراعة عرف الإنسان استئناس الحيوان، وبذلك حدث تغيير جذري في حياة الجماعات التي عرفت الزراعة ومارستها، وأهم نواحي التغيير ما يلي:
أولا:
لم يعد الاقتصاد مجرد اقتصاد جمعي - أي قائم على نتاج الطبيعة من نبات وحيوان وأسماك دون التدخل في هذه العمليات - بل أصبح الاقتصاد يقوم على الإنتاج، وبعبارة أخرى التدخل البشري والتحكم - إلى حد كبير - في مصدر الغذاء نباتيا كان أم حيوانيا.
ثانيا:
صفحه نامشخص