الجزء الخامس: أول ما يلقاك منه مدينة برذغه قاعدة سلطنة اران، وهي في جزيرة بين نهرين يخرجان من نهر الكر. وموضوعها حيث الطول ثلاث وسبعون درجة غير عشرين دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة غير خمس عشرة دقيقة. وهي بين نهر أراس ونهر الكر. وبين النهرين بطول، أرض الجزيرة وفيها التوت الكثير. وأهلها مشغوفون بالجميز، فيحمل منها إلى الأقطار. وفي شمالي نهر الكر مدينة نقجوان وهي من المدن المذكورة في شرقي أران، فخربها التتر، وقتلوا جميع أهلها. وهي حيث الطول ثلاث وسبعون درجة، وسبع عشرة دقيقة. وفي شرقيها وشماليها مدينة الباب، قاعدة سلطنة الباب، وهي ثلاث قطع على نهر أتل الكبير عند مصبه في بحر طبرستان. فالقطعة الجنوبية كانت للمسلمين، والقطعة الشمالية كانت لليهود والنصارى والمجوس، والقطعة التي في الجزيرة كانت لخاقان الخزر، وكان يهوديًا، ثم خربها الروس، وأزالوا سلطنة الخزر منها. وعمرت بعد ذلك بالمسلمين، فخربها التتر. وموضوعها حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة. وفي شرقيها في بحر طبرستان جزيرة الباب، وهي كثيرة المروج يرعة فيها أهل الباب مواشيهم. وفي شرقيها جزيرة البركان، فيها جبل لا تبرح النار تتقد فيه بالليل والنهار، ويصعد منه الدخان مثل بركان صقلية وبركان الهند. ويقال أن نفط الطيار الذي عند الملوك يوجد في هذه الجزيرة. وفي شماليها جزيرة شياكو، وهي التي دخل إليها، لما فر قدام التتر، خوارزم شاه علاء الدين، فعلت في المركب قبل الوصول إليها. وفي شرقي بحر طبرستان جبل شياكو، وهو يستغرق عرض الإقليم السادي، وعرض الإقليم السابع، ثم يدور مع البحر إلى شمال مدينة الباب، وهو لا خير فيه ولا شر. وفي شرقيه مجالات العربة من أجناس الترك إلى جوانب بحيرة خوارزم. وهذه البحيرة ينصب فيها نهر جيحون في هذا الجزء، وينصب فيها نهر سيحون في الإقليم السابع. وبعد هذا لا يطيب ماؤها ولا ينفذ إليها التجار، وقيل أن دورها ستمائة ميل. وقال ابن فاطمة، وهو التحقيق، وكرفها المشرقي مع آخر الجزء السابع.
الجزء السادس: أول ما يلقاك منه، مدينة خوارزم، هكذا يعرفها عامة العجم، وهو اسمها في الكتب الجرجانية. وهي على جانبي جيحون حيث الطول إحدى وتسعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض اثنتان وأربعون درجة وعشر دقائق، ولها بين جيحون وسيحون مدن وعماير معجمة. ويستغرق هذا الجزء، ويمر فيه نهر سيحون. وفي شرقيه نهر الشاش، ينزل من جبل في أول عرض الإقليم السابع، ويستغرق عرض هذا الجزء ويمر من سمته في الإقليم الخامس، حتى ينصب في نهر سيحون. وعليه عمائر الشاش الكثيرة ذات البساتين والمياه، وهي معجمة خاملة، وليس في شرقي ذلك كله مدينة مشهورة، ومعظم تلك الأراضي مجالات للتركمان. وفي آخر الجزء من الركن الشمالي، يلتوي نهر سيحون إلى الجنوب، وإلى الغرب.
الجزء السابع: كله خال من مدينة مشهورة. وفي آخر عرضه يمر سيحون، وعليه مجالات التركمان، وفي شرقيه بلاد التبت.
الجزء الثامن: أول ما يلقاك منه، جبال السهروجية، وهم قوم توالدوا بين القشمير والترك. ومدينة سهروج قاعدتهم، تحدق بها بحيرة حلوة من عيون تفور في داخلها. وموضوع المدينة، حيث الطول أربع وثلاثون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة. وفي شرقي هذه البحيرة، بحيرة خرمان، يتربع حولها طوائف من الترك ووسطها، حيث الطول مائة وأربعون درجة. ويمتد من شرقها جبل فرغان، وهو عال طويل من المغرب إلى المشرق وهو مشهور عند الترك.
الجزء التاسع: يمتد فيه الجبل المذكور إلى طول مائة وتسع وأربعين درجة، ثم يمتد باستدارة حول بحيرة البليعة، التي تبتلع كل ما وقع فيها. وفي شرقيها الجبل الأحمر، ويقال له جبل الجرذان، أنه يخرج من أثقابه جرذان يتنافس في لباس جلودهما ملوك تلك الجهات. وفي شرقي ذلك مدينة بغبورية، من مدن أذكش، من أجناس التركة. وهي كبيرة، وموضوعها حيث الطول مائة وثمان وخمسون درجة، والعرض اثنتان وأربعون درجة وثلاث وخمسون دقيقة. ويمر في شرقيها نهر، وفي شرقيه وجنوبيه أذكشيه، وهي قاعدة أذكش المقاربين لسد ياجوج وماجوج. وموضوعها، حيث الطول مائة وستون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة وثمان وثلاثون دقيقة.
1 / 63