وهي حيث الجيل الدائر والبحر منها على رمية سهم. وأول ما يقع في الجزء الرابع من المعالم الجنوبية التيه، وهو على أربع مراحل، يتركه الركب المصري على يساره إذا سار من القلزم إلى الطور. ويقع جبل الطور الذي على بحر القلزم في شرقي بحر الغزال حيث الطول سبع وخمسون درجة وعشرون دقيقة. وتقع إيله على رأس خورها الخارج من بحر القلزم، حيث الطول ثمان وخمسون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاثون درجة وخمسون دقيقة. وكانت من قواعد اليهود فخربت. وفي شماليها العقبة الشاقة المنسوبة إليها، يسير الراكب من أولها إلى آخرها مرحلة. وفي شماليها يقع الشوبك حيث الطول سبع وخمسون درجة والعرض إحدى وثلاثون درجة. وتقع الكرك المشهورة في شماليها، حيث الطول ست وخمسون درجة وخمسون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة ونصف.
وهناك في مؤتة قبر جعفر الطيار وقبر أصحابه، وله واد فيه ماء وبساتين. وتقع القدس حيث الطول ست وخمسون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة. وبينها وبين الكرك البحيرة الميتة مائلة عنها للشرق، ولا يكون فيها ذو روح وبها يوجد محل (..) وفي التفاسير أنها ديار قوم لوط التي خسف بها. ونهر الأردن المعروف يخرج من بحيرة طبريا ويمر بالغور حتى ينصب في هذه البحيرة الميتة. ويقول الناس إن لها منفذًا إلى بحر القلزم. وتقع طبريا التي كانت قاعدة جند الأردن حيث الطول سبع وخمسون درجة وخمس وأربعون دقيقة وفي جهتها البحيرة المنسوبة إليها، بينها وبين عكا وصور ينزل إليها نهر من بحيرة قادوش التي فوقها، ويخرج منها نهر الأردن. وفي طبريا عيون سخنة تغني أهلها عن الحمام. وقد خربت المدينة باختلاف الملتين عليها وهي الآن مع عسقلان ويافا وقيسارية في حوزة المسلمين. وجبل عامر ممتد في شرقي الساحل وجنوبه حتى يقرب من صور وعليه السقيف الذي استرجع في عصرنا للمسلمين.
وكان رعاياه في حكم الفرنج فعادوا إلى حكم المسلمين ودخلوا في أقطاع الجند. وفي شرقيه وجنوبه جبل عوف، وكان أهله عصاة فبنى عليهم سامه حصن عجلون حتى دخلوا في الطاعة. وفي شرقيه وجنوبيه جبل السلط، وكان أهله أيضًا عصاة، فبنى المعظم عليهم حصن السلط حتى دخلوا في الطاعة، وبينه وبين عجلون مرحلتان وكذلك بينه وبين الكرك. والغور طويل ويحسن فيه قصب السكر والموز. وآخره أريحا التي على أول البحيرة الميتة كانت مدينة للجبارين، وهي الآن منيعة. وما بين هذا الغور والساحل غور بيسان. ومن أخذ على الطريق اليسرى سار على تابلس التي جبلها حج وقبلة للسمرة وجبل الشراة في جنوبي البلقاء وخلفه برية ويسكنه الآن فلاحون، وفي جهة (..) التي خرج منها بنو العباس إلى الخلافة في العراق. وفي ذلك الخط الجنوبي الأزرق، وهو حصن بناه المعظم على طرف البرية التي فيها الطريق إلى الحجاز وعلى يمين الطريق العلا وتبوك وعلى اليسار طريق تيما. وفي شمالي الأزرق، البصرة، قاعدة حوران على أربع مراحل من دمشق، وفي شرقيها في الخط الجنوبي صلخد، قاعدة جبل بني هلال. وتقع قاعدة الشام، دمشق، حيث الطول ستون درجة والعرض أربع وثلاثون درجة. وفي الإصطرلبات ثلاث وثلاثون درجة مثل بغداد وتونس، وإنما كثرة الثلج فيها من الجبال التي في جهاتهما والتي لا يبرح الثلج عنها. ويقال إن جنان الدنيا أربع: سمرقند وشعب بوان والايله وغوطة دمشق. قال أبو بكر الخوارزمي: والغوطة تفضل هذه الثلاث وتفضل سائر جنان الدنيا. وتقع بعلبك في غربيها وشماليها وبينها أربعون ميلًا.
وفيها الآثار العظيمة من الحجارة الطويلة العريشة، والثلج فيه كثير، وهو معروف بالصالحين، والجبال الثلجية ممتدة إلى جهة حمص، وبينه وبين البحر جبل الخيط تسكنه أقوام إباحية، كثيرًا ما يبيعون المسلمين إلى الفرنج إذا مروا بهم. وتتصل بهم إلى جهة وادي التيم (..) المشهورة على مرحلة من دمشق. ويمتد جبل سكين الذي تنتشر فيه دعوة الإسماعيلية وفيه حصونهم، مصيات والكاف الحواني، فيما بين حمص وحماه إلى جهة البحر. وفي طرفه من جهة بعلبك وحمص حصن الأكراد الذي قيل إنه يأتي منه النبيذ المسكر. وفي غربي حصن الأكراد (..) الذي فتحه المسلمون. ويتصل بجبل الإسماعيلية، وعلى مذهبهم جبل السماق من عمل حلب. وهو ملآن بالإسماعيلية، وإلى جهة البحر يظهر قائمًا كأنه حائط على جبله واللاذقية، جبل الناصرية.
1 / 41