جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
ژانرها
أو سياحة في أرز لبنان بقالب رواية فلسفية اجتماعية أدبية، هكذا عنونها فرح ودفعها إلى القراء، وملخصها:
تاجر من صيدا اسمه متى حاروم جاء بيروت وعظم شأن تجارته فيها، فتزلف إليه تاجر صغير اسمه لوقا طمعون، فأطلعه على أسراره التجارية، فانقلب الصديق مزاحما لئيما فكسدت تجارة متى وأفلس، ويئست بنت متى لأن أباها افتقر، ولوقا جفاها بعدما عللها بالزواج، فألقت نفسها في البحر، فأنقذها شاب من تلامذة بيروت الجامعيين صوري المنشأ.
وأحبها الشاب وأحبته ولكنها رأته فقيرا مثلها، فهاجرت تاركة له كتابا تسأله فيه أن ينساها، فساء يعقوب نكرانها الجميل واشتد به العشق فجن.
أما متى أبو إميليا، فقنط إذ لم يبق له بيت يستره، فاختفى عن الأبصار، وهام عاشق إميليا - يعقوب درمان - في البلاد على وجهه، وعرفه الناس باسم مخلوف.
أما إميليا فتزوجها في أميركا غني عظيم - المستر كلدن - فعاشت سعيدة لولا ذكرى أبيها التي لم تكن تفارقها، وجعل زوجها جائزة سنية لمن يأتيه بخبره فخاب الرجاء.
وحنت إميليا إلى وطنها لبنان، فجاءت وزوجها إليه، وأبت أن تمر ببيروت هربا من الذكريات المؤلمة فكانت خطة الموكب: طرابلس - الحدث - الأرز.
وعرف لوقا طمعون بقدوم المستر كلدن المثري الأميركي الشهير فحدثته نفسه بأن يكون معتمده في الشرق، فكتب إليه يسأله ذلك، فاستشار زوجته فما وقعت عينها على رسالة لوقا طمعون حتى اقشعر بدنها وبكت أمر البكاء، وجاء لوقا طمعون ليقابل كلدن في الأرز فكان مشهد غريب، عرفه مخلوف المجنون - يعقوب درمان - فانقض عليه فهشمه تهشيما، وحضر أيضا متى حاروم - ملك رأس القضيب - وفي يده بندقيته، فعرفه مخلوف، وصاح بصوت كالرعد: «متى حاروم، حنا جاروم، جئت في وقتك، وفي يدك بندقيتك، انظر صاحبك لوقا طمعون.»
فأطلق متى بندقيته فخانته، فألقاها واتكل على باعه وذراعه يعاونه مخلوف.
وكان في الأرز جماهير وفدت لتحضر يوم كلدن - يوم في العام يوزع فيه هذا الغني آلاف الدولارات، أراد عمله في الأرز حبا بزوجته اللبنانية - فقبضوا بعد جهد على المجنونين وحبسوهما في كنيسة الرب.
أما لوقا طمعون فتجلد وأصلح من هندامه ما استطاع ودخل على المستر كلدن، وبعد جدال عنيف بين إميليا ولوقا وكلدن حول الشهادات التي جاء بها لوقا إلى المستر، اختصر كلدن الحديث بقوله: «هل تريد أن أجعل أحد خدامي يجلب مثلها - بينها شهادة رئيس ديني كبير - بعشرة ريالات فقط يا مستر لوقا؟ جئنا بشهادة شرف واستقامة من الخواجة متى حاروم في صيدا.»
صفحه نامشخص