ژنرال یعقوب و فارس لاسکاریس: و پروژه استقلال مصر در سال 1801
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
ژانرها
ويرد ذكره أيضا في وصف ما حاق بأهل القاهرة من الشدة في جمع الغرامة المالية التي ضربها عليهم كليبر بعد إخماده الفتنة، فيقول الجبرتي في حوادث ذي الحجة سنة 1214: «وكل كليبر يعقوب يفعل في المسلمين ما يشاء».
25
زاد نفوذ يعقوب في الأيام التالية لفشل الثورة في القاهرة، وزاد في تلك الأيام التالية لفشل الثورة والسابقة لقتل كليبر. زهو الأقباط وخيلاؤهم، أو على الأقل زهو من كان يعمل للحكومة الفرنسية منهم. وترى امتعاض المسلمين ظاهرا في الجبرتي في أكثر من موضع: «منعوا المسلمين من ركوب البغال سوى خمسة أنفار وهم: الشرقاوي والمهدي والفيومي والأمير وابن محرم، والنصارى المترجمين وخلافهم لا حرج عليهم، وفي كل وقت».
26
وأيضا، «وتطاولت النصارى من القبط والشوام على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم، ولم يبقوا للصلح مكانا، وصرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين».
27
وبين الجبرتي أن تعسف الفرنسيين في الطلب كان بإرشاد القبطة ... «لأنهم هم الذين تقلدوا المناصب الجليلة، وتقاسموا الأقاليم، والتزموا لهم بجمع الأموال، ونزل كل كبير منهم إلى أقاليم وأقام بسرة الإقليم مثل الأمير الكبير ومعه عدة من العساكر الفرنسية، وهو في أبهة عظيمة، وصحبته الكتبة والصيارف والأتباع والأجناد من الغز «أي المماليك» البطلة وغيرهم، والخيام والخدم والفراشون والطباخون والحجاب، وتقاد بين يديه الجنايب والبغال والرهوانات والخيول المسومة والقواسة والمقدمون وبأيديهم الحراب المفضضة والمذهبة والأسلحة الكاملة والجمال الحاملة، ويرسل إلى ولايات الأقاليم من جهة المستوفين من القبط أيضا بمنزلة الكشاف ومعهم العسكر من الفرنسيين والطوايف والجاويشية، والصرافين والمقدمين على الشرح المذكور، فينزلون على البلاد والقرى، ويطلبون المال والكلف الشاقة بالعسف ويؤجلونهم بالساعات، فإذا مضت ولم يوفوهم المطلوب حل بهم ما حل من الحرق والنهب والسلب، وخصوصا إذا فر مشايخ البلدة من خوفهم وعدم قدرتهم وإلا قبضوا عليهم، وضربوهم بالمقارع والكسارات على مفاصلهم وركبهم، وسحبوهم معهم في الحبال، وأذاقوهم أنواع النكال، وخاف من بقي فصانعوهم وأتباعهم بالبراطيل بما يستميلون قلوبهم به، وما يستجلبونه لهم من المنافع والمظالم، وأجهدوا أنفسهم في التشفي من بعضهم وما يوحيه الحقد والتحاسد الكامن في قلوبهم، إلى غير ذلك مما يتعذر ضبطه، وما كنا بمهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون».
28
ويصف الجبرتي اهتمام يعقوب بتحصين القاهرة عند اقتراب العثمانيين منها للمرة الثانية، في الأيام الأخيرة من العهد الفرنسي. فيقول في حوادث المحرم سنة 1216: «في عشرينه توكل رجل قبطي يدعى عبد الله من طرف يعقوب يجمع طايفة الناس للعمل في المتاريس، فتعدى على بعض الأعيان وأنزلهم من على دوابهم، وسب وضرب بعض الناس على وجهه حتى أسال دمه، فتشكى الناس من ذلك القبطي وأنهوا شكواهم إلى بليار قايمقام فأمر بالقبض على ذلك القبطي وحبسه بالقلعة. ثم فردوا «كذا» على كل حارة رجلين يأتي بهما شيخ الحارة، وتدفع لهما أجرة من شيخ الحارة».
29 «ولم يكتف يعقوب بكل هذا، بل نظم جيشا من الأقباط يخدم في صفوف الفرنسيين. وكان هذا التنظيم على نفقته الخاصة
صفحه نامشخص