دکتر جکیل و آقای هاید
الدكتور جيكل والسيد هايد
ژانرها
قال أترسون: «هذه ورقة غريبة» ثم قال بنبرة أكثر حدة: «لماذا هي مفتوحة؟» بدا أن أترسون سيدافع عن صديقه جيكل حتى النفس الأخير. ومع أنه كان مدركا أن بول يحاول أن يساعد فحسب، فقد ارتاب في أن بول فتح الأوراق الخاصة.
أجاب بول: «غضب أحد الصيادلة غضبا شديدا حتى إنه رماني بها.»
سأل أترسون: «أتستطيع أن تميز أن هذا خط يد دكتور جيكل؟»
أجاب الخادم: «أجل، يبدو خط يده.» أفشى الخادم ما بداخله من غير تدبر ووجهه أكثر تجهما: «لكن ما نفع هذا وقد رأيت الرجل الذي كتب هذا؟»
قال أترسون: «أرأيته؟ أين؟ ومتى؟»
قال بول: «نزلت بغتة إلى الحديقة، وقطعا خرج هو ليأخذ الدواء. رأيته يقف بالطرف الآخر من الفناء يتفقد الصناديق. عندما رآني صرخ صرخة حادة وركض نحو السلم. رأيته لبضع دقائق فحسب، لكنني ارتعدت لدى رؤيته. من شدة الهلع وقف شعري بالفعل. مستر أترسون، إن كان هذا سيدي، لماذا يصرخ مثل الفأر ثم يفر هاربا؟» مرر بول يده على وجهه في إحباط بالغ.
قال أترسون: «قصص غريبة تماما. لكن أعتقد أنني بدأت أفهم. لا بد أن سيدك يعاني نوعا من الانهيار العصبي مما يفسر التغير الذي طرأ على صوته وتحاشيه لأصدقائه. لا بد أنه على قناعة بأن هذا الدواء الغامض سيشفيه من علته. أتمنى أن يكون على صواب في هذا الاعتقاد ونتمكن من معالجته.»
قال الخادم: «مستر أترسون، المخلوق الذي في المكتب ليس سيدي، هذا كل ما في الأمر!» نظر بول حوله ثم بدأ يهمس: «سيدي طويل القامة، وحسن البنية، في حين أن هذا الشخص أقصر وأحدب. أتظن أنه بعد كل هذه السنوات لا أعرف إلى أي ارتفاع تصل رأس سيدي عند ممر الباب؟ أتظن أنني لا أعرف وقع أقدامه؟ لا يا سيدي، هذا الشيء لم يكن - وليس - دكتور جيكل. أنا متأكد من أن سيدي قتل.»
قال أترسون: «بول، هل أنت متأكد تماما مما تقول؟» أخذ أترسون يتصبب عرقا، إذ يصعب تحمل فكرة أن أقدم وأعز أصدقائه قتل. أومأ الخادم بتؤدة. قال أترسون : «إذن ليس أمامنا سوى خيار واحد؛ أن نكسر الباب.»
الفصل السادس عشر
صفحه نامشخص