دکتر جکیل و آقای هاید
الدكتور جيكل والسيد هايد
ژانرها
استأنف أترسون كلامه إذ قرر أن يتجاهل مناورة جيكل من أجل تغيير الموضوع: «أنت تعرف أنني لم أوافق قط على هذه الوصية.»
رد جيكل بنبرة بها شيء من الحدة: «وصيتي؟ أجل بالطبع، أدرك هذا. لقد أخبرتني بذلك.» وقد اندهش أترسون لدى ردة فعل جيكل الغاضبة.
قال أترسون: «حسنا، ولسوف أخبرك بهذا من جديد.» كان أترسون مصمما على أن يناقش هذا الموضوع مع جيكل. فهو موضوع في غاية الأهمية، فقال: «لقد علمت بأحد الأمور عن مستر هايد.»
شحب وجه جيكل الكبير الوسيم وقال: «لا أبالي بسماع المزيد. أظن أننا اتفقنا على ألا نتطرق إلى هذا الموضوع.»
قال أترسون: «ما سمعته كان رهيبا.» وشعر أترسون بالانزعاج لتدخله في شئون جيكل، فهذا ليس من عادته. فقد كان أترسون محاميا ذائع الصيت بين أعضاء بعينهم في المجتمع لما عرف عنه بأنه لا يطرح الكثير من الأسئلة، فهو يتابع عمله دون أن يتعمق في حياة موكليه أو أفعالهم. غير أن جيكل كان أكثر من مجرد موكل، لقد كان أقدم وأعز صديق لأترسون. وأدرك أترسون أنه لا بد من أن يتابع موضوع هايد وإلا لن يسامح نفسه أبدا.
أجاب الطبيب: «لن أعدل عن رأيي، أنت لا تعي موقفي. إنه موقف غاية في الغرابة، غاية في الغرابة حقا.»
قال أترسون: «جيكل، أنت تعرفني، أنا رجل جدير بالثقة. ضع حدا لهذا الموضوع وأخبرني بكل شيء.»
قال جيكل: «عزيزي أترسون، هذا لطف منك، ولا يسعني سوى أن أشكرك على كرم أخلاقك. أنا أثق بك أكثر من أي إنسان على وجه الأرض - بل أكثر من نفسي - لكن ما بيدي حيلة في هذا الموضوع. لكن لكي يطمئن قلبك، بمقدوري أن أتخلص من هايد متى شئت.» واعتدل جيكل في جلسته، ونظر إلى صديقه في عينيه. وبدت نظرته العنيفة مألوفة لأترسون فأخذ يتساءل ترى أين رأى هذه النظرة من قبل.
مال أترسون إلى الأمام في مقعده وقال: «إذا كنت تستطيع أن تتخلص من هايد في أي لحظة، إذن أتوسل إليك أن تفعل هذا الآن.» وحاول أن يظل صوته هادئا لكن كان من العسير عليه أن يخفي مخاوفه: «أرجوك يا جيكل، لا مفر من أن تقطع علاقتك بهايد.»
قال جيكل: «أشكرك على مخاوفك، لكن تذكر أن هذه مسألة خاصة. من فضلك دعك من هذا الأمر.»
صفحه نامشخص