والتفت ويل نحو الممرضة الصغيرة وسألها: ما هي؟
وأجابت في جد ورزانة: هي يوجا الحب. - مقدسة هي أم دنسة؟ - لا فرق بين الأمرين.
وأضاف رانجا: هذا هو المهم. حينما تمارس الماثيونا، تجد أن الحب الدنس هو الحب المقدس.
وروت الفتاة نصا بالسنسكريتية. - لا تعبري بالسنسكريتية! ماذا تعنين؟ - ترجم يا راندا. - صفة الاستنارة.
وأومأت راندا برأسها موافقة والتفتت ثانية نحو ويل، وقالت: المعنى أن التبوذ (أي أن تكون بوذا) موجود في يوني. - في يوني؟ وتذكر ويل الرموز الحجرية للأنثى الخالدة التي اشتراها هدايا للفتيات اللائي كن يعملن بمكتبه من بائع أحدب في بنارس، وكان يدفع ثمان أنات (عملة هندية) ثمنا لليوني السوداء، واثنتي عشرة للتمثال الأكبر قداسة وهو يوني لنجام، ثم سأل: هل التبوذ في يوني حرفيا أو على سبيل المجاز؟
وقالت الممرضة الصغيرة وقد ضحكت إحدى ضحكاتها الصادرة من قلبها بغير تكلف والتي تعبر عن سرورها: يا له من سؤال مثير للضحك! وهل تظن أننا نمارس الحب على سبيل المجاز؟ وكررت عبارتها السنسكريتية وقالت: إن هذا الضرب من التبوذ مقصود بحرفيته الكاملة المطلقة.
ثم سأله رانجا: هل سمعت من قبل بجماعة أونيدا؟
4
وأومأ ويل برأسه إيجابا؛ فقد عرف مؤرخا أمريكيا تخصص في مجتمعات القرن التاسع عشر، وسأل بدوره: ولماذا عرفتها أنت؟ - لأنها ذكرت في كل الكتب التي درسناها عن تطبيق الفلسفة، والماثيونا أساسا هي بعينها ما أسماه جماعة أونيدا (عفة الذكور)، وهو ما عرفه الرومانيون الكاثوليك من قبل وأطلقوا عليه مصطلحا لاتينيا معناه التحفظ في الجماع.
وكررت الممرضة الصغيرة كلمة التحفظ وقالت: إن ذلك يثير في الضحك دائما. شاب متحفظ! وبدت غمازتان في خديها كما تلألأت أسنانها البيضاء وهي تضحك.
صفحه نامشخص