وقال ويل: هكذا تكون الهمة. ثم سأل عرضا: وأي العروض تفكر في قبوله؟ - يتعامل الكولونيل ديبا مع شركة ستاندارد بكلفورنيا، ويرى أن الأفضل أن نتعامل معها نحن كذلك. - لو كنت مكانك ما فعلت هذا إلا بعد أن يتقدم إلي بعض المتنافسين على الأقل. - ذلك ما أراه أنا أيضا، وكذلك أمي. - هذه هي الحكمة. - أمي متحمسة لشركة جنوب شرقي آسيا للبترول. وهي تعرف رئيس مجلس الإدارة، اللورد ألديهايد. - هل تعرف اللورد ألديهايد؟ يا للعجب! قال ذلك ويل بدهشة المبتهج التي لها أبلغ الأثر. ثم أضاف: جو ألديهايد صديقي، وأنا أحرر في صحفه، بل أعمل سفيرا خاصا له. وبيني وبينك هذا هو السبب في رحلتنا إلى مناجم النحاس؛ لأن جو يشتغل في النحاس كذلك ولكن بصفة ثانوية. أما ميله الأول فهو نحو البترول.
فقال موروجان وقد حاول أن يبدو داهية في السياسة: كم هو مستعد أن يعرض؟
وانتهز ويل هذه القصة وأجاب كأحسن ما تكون الإجابة في أسلوب ملوك المال كما يظهرون على الشاشة: أكثر قليلا مما تعرضه شركة ستاندارد.
وقال موروجان وكأنه أيضا يتحدث على الشاشة: هذا عدل. وأومأ برأسه كالحكيم، ثم سادت فترة طويلة من الصمت. ولما عاد إلى الحديث كان كرجل السياسة الذي يتفضل بمقابلة مع مندوبي الصحف.
قال : سوف أستخدم نصيبنا من عائد البترول بالطريقة الآتية: خمسة وعشرون في المائة من مجموع الأموال التي نحصل عليها تنفق في إعادة بناء العالم.
وسأله ويل في أدب جم: قل لي بدقة ما تراه لإعادة بناء العالم؟ - عن طريق الحرب الصليبية للروح؟ هل تعلم عنها شيئا؟ - بالطبع، ومن ذا الذي لا يعرفها؟!
وقال رجل السياسة جادا: إنها حركة عالمية كبرى كالمسيحية في نشأتها. وقد أسستها أمي.
وبدت على ويل الرهبة والدهشة.
وأعاد موروجان قوله: نعم، أسستها أمي. ثم أضاف مؤكدا: أعتقد أنها الأمل الوحيد للإنسان.
وقال ويل فارنبي: تماما.
صفحه نامشخص