وهز موروجان رأسه وقال: أعطاني إياه الكولونيل ديبا. - الكولونيل ديبا! يا لها من هدية عجيبة من هادريان إلى أنطونيوس! ونظر مرة أخرى إلى صورة الموتوسيكل ثم إلى وجه موروجان المشرق، وأشرقت عليه الحقيقة، واتضحت له أغراض الكولونيل: «أغوتني الأفعى فأكلت.» إن الشجرة القائمة وسط الحديقة هي شجرة السلع الاستهلاكية، وأدنى تذوق لثمارها، بل ومنظر صورها في ألف وثلاثمائة وثمان وخمسين صفحة - بالنسبة للسكان في كل جنة عدن من جنات الدول النامية - له من التأثير ما يجعلهم يعلمون - على استحياء - أنهم من الناحية الاقتصادية عراة كما ولدتهم أمهاتهم. إن الكولونيل بفعله هذا جعل راجا بالا المقبل يتأكد أنه لا يرتفع عن مستوى حاكم عار تماما على قبيلة من القبائل الهمجية.
وقال ويل بصوت مرتفع: ينبغي لك أن تستورد مليونا من هذه الكتالوجات وتوزعها على رعاياك؛ مجانا بطبيعة الحال مثل موانع الحمل. - لماذا؟ - لكي تسيل لعابهم على الامتلاك، وبعدئذ تراهم صائحين يطلبون التقدم؛ آبار البترول، السلاح، جو ألديهايد، والتقنيين السوفييت.
وقطب موروجان جبينه وهز رأسه: إن هذا لا ينفع. - تعني أن ذلك لا يغريهم؟ ولا حتى مؤشرات السرعة الملساء وصدرات الأثداء القرنفلية؟ غير معقول!
وقال موروجان بمرارة : قد يكون غير معقول، ولكنها الحقيقة. إنهم لا يعبئون. - حتى الشباب ؟ - بل والشباب بوجه خاص.
وأرهف ويل فارنبي السمع؛ فلقد كان عدم الاكتراث هذا أمرا شائقا جدا، وسأله: هل تقدر السبب؟
وأجاب الفتى: أنا لا أقدره، بل أعلمه. وبدأ يتكلم بنغمة تنم عن الاستنكار الحق، نغمة كانت لا تتفق أبدا مع سنه ومظهره، وكأنه قرر فجأة أن يحاكي أمه. قال: أولا، الناس هنا منشغلون جدا ب... وتردد في إكمال العبارة. ولكن الكلمة الممقوتة خرجت همسا من بين شفتيه مع تأكيد يثير الاشمئزاز: «بالجنس.» - ولكن كل امرئ مشغول بالجنس، ولا يمنعهم ذلك من السعي وراء مؤشرات السرعة كالبغايا.
وقال موروجان مؤكدا: ولكن الجنس مختلف هنا.
وسأله ويل وقد تذكر الوجه الطروب للممرضة الصغيرة: ذلك بسبب يوجا الحب؟
وأومأ الفتى برأسه إيجابا وقال: عندهم شيء يجعلهم يظنون أنهم في منتهى السعادة، وهم لا يريدون شيئا آخر. - يا لها من حالة سعيدة.
قال موروجان وقد طقطق بأصابعه: ليس في الأمر ما يسعد؛ الأمر كله غباء ويدعو إلى الاشمئزاز. لا تقدم، الأمر كله جنس في جنس في جنس. ثم هناك أيضا ذلك المخدر الملعون الذي يتعاطونه جميعا.
صفحه نامشخص