108

واستبدل الفتى بنظرة التحدي الغاضبة نظرة الارتياح وبادر بقوله: ظننته ... ولم يتم العبارة. - ظننته شخصا جاء ليؤنبك على إهمالك في أداء ما كان مفروضا عليك أن تؤديه؛ أليس كذلك؟

وكشر موروجان وأومأ برأسه ذي الشعر المجعد.

وسأل ويل: أين الآخرون؟

فرد بنغمة تنم عن الازدراء: في الحقول؛ يشذبون النبات أو يلقحونه أو ما إلى ذلك. - غاب القط فلعب الفأر! ماذا كنت تقرأ بكل هذا الاهتمام؟

وبمكر بريء رفع موروجان الكتاب الذي كان يتظاهر بقراءته وقال: مبادئ علم البيئة.

قال ويل: سألتك ماذا كنت تقرأ؟

فهز موروجان كتفيه وقال: هذا. إنه لا يهمك.

وأكد له ويل: إنني أهتم بأي شيء يحاول صاحبه أن يخفيه. هل هو من الأدب المكشوف؟

وكف موروجان عن التمثيل، وبدا عليه فعلا الشعور بالإساءة وقال: من ذا تظنني أن أكون؟

وكاد ويل أن يقول إنه يظنه من أوساط الفتيان، ولكنه تحكم في نفسه، فقوله: «أوساط الفتيان» قد يعني بالنسبة لصديق ديبا صاحب الوجه المليح إهانة أو تلميحا؛ فبدلا من ذلك انحنى في احترام زائف وقال: عفوا يا صاحب الجلالة. ثم أضاف بنغمة أخرى: ولكني لا زلت تواقا إلى المعرفة. ووضع إحدى يديه على الحقيبة المنتفخة وقال: هل لي ...؟

صفحه نامشخص